نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 123
أضعكم في هذا المكان هو يكفيكم ثم انصرف عنهم فالتفت إليهم فقال * ( رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقِيمُوا الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ ) * فبقيت هاجر فلما ارتفع النهار عطش إسماعيل وطلب الماء فقامت هاجر في الوادي في موضع المسعى فنادت هل في الوادي من أنيس فغاب إسماعيل عنها فصعدت على الصفا ولمع لها السراب في الوادي وظنت أنه ماء فنزلت في بطن الوادي وسعت فلما بلغت المسعى غاب عنها إسماعيل ثم لمع لها السراب في موضع الصفا فهبطت إلى الوادي تطلب الماء فلما غاب عنها إسماعيل عادت حتى بلغت الصفا فنظرت حتى فعلت ذلك سبع مرات فلما كان في الشوط السابع وهي على المروة نظرت إلى إسماعيل وقد ظهر الماء من تحت رجليه فجمعت حوله رملا فإنه كان سائلا فزمته بما جعلت حوله فلذلك سمي زمزم وكان جرهم نازلة بعرفات فلما ظهر الماء بمكة وعكفت الطير والوحوش عليه اتبعوها حتى نظروا إلى امرأة وصبي نازلين في ذلك الموضع قد استظلا بشجرة قد ظهر الماء لهما قالوا لهاجر من أنت وما شأنك وشأن هذا الصبي قالت أنا أم ولد إبراهيم خليل الرحمن وهذا ابنه فقالوا لها فتأذنين لنا أن نكون بالقرب منكم ثم إنها استأذنت إبراهيم فأذن لهم فنزلوا بالقرب منهم فأنست هاجر وإسماعيل بهم فلما رآهم إبراهيم ( ع ) في المرة الثالثة نظر إلى كثرة الناس حولهم فسر بذلك سرورا شديدا فلما ترعرع إسماعيل ( ع ) وكانت جرهم قد وهبوا لإسماعيل كل واحد منهم شاة وشاتين وكانت هاجر وإسماعيل يعيشان بها فلما بلغ مبلغ الرجال أمر الله عز وجل إبراهيم أن يبني البيت فقال يا رب في أية بقعة أنا قال في البقعة التي أنزلت على آدم القبة فأضاء لها الحرم فلم تزل القبة التي أنزلها على آدم قائمة حتى كانت أيام الطوفان أيام نوح ( ع ) فلما غرقت الدنيا رفع الله تلك القبة وغرقت الدنيا فسميت البيت العتيق لأنه أعتق من الغرق فلما أمر الله عز وجل إبراهيم أن يتخذ البيت فلم يدر في أي مكان فبعث الله عز وجل جبرئيل ( ع ) فخط له موضع البيت فأنزل الله عليه القواعد من الجنة وكان الحجر الذي أنزله الله على آدم أشد بياضا من الثلج فلما مسته أيدي الكفار اسود فبنى إبراهيم البيت ونقل إسماعيل الحجر من ذي طوى فرفعه في السماء تسعة أذرع ثم دله على موضع الحجر فاستخرجه إبراهيم ووضعه في موضعه الذي هو فيه الآن وجعل له بابين بابا إلى المشرق وبابا إلى
123
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 123