responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 110


الثاني أنه كان عارفا بعدم صلاحيتها للربوبية ولكن قال ذلك في مقام الاحتجاج على عبدة الكواكب على سبيل الفرض الشائع عند المناظرة فكأنه أعاد كلام الخصم ليلزم عليه المحال ويؤيده بعد ذلك * ( وتِلْكَ حُجَّتُنا آتَيْناها إِبْراهِيمَ ) * . الثالث أن يكون المراد * ( هذا رَبِّي ، ) * في زعمكم واعتقادكم ونظيره أن يقول الموحد للمجسم إن إلهه جسم محدود أي في زعمه واعتقاده وقوله تعالى * ( وانْظُرْ إِلى إِلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْه عاكِفاً ) * . الرابع أن يكون المراد منه الاستفهام على سبيل الإنكار . الخامس أن يكون القول مضمرا أي يقولون هذا ربي . السادس أن يكون قوله ذلك على سبيل الاستهزاء كما يقال الدليل ساد قوما هذا سيدكم على وجه الهزء . السابع أنه ( ص ) أراد أن يبطل قولهم بربوبية الكواكب إلا أنه كان قد عرف من تقليدهم لأسلافهم وبعد طباعهم عن قبول الدلائل أنه لو صرح بالدعوة إلى الله لم يقبلوه ولم يلتفتوا إليه فمال إلى طريق يستدرجهم به إلى استماع الحجة وذلك بأنه ذكر كلاما يوهم كونه مساعدا لهم على مذهبهم مع أن قلبه كان مطمئنا بالإيمان فكأنه بمنزلة المكره على إجراء كلمة الكفر على اللسان على وجه المصلحة لإحياء الخلق بالإيمان . الأمر الرابع وجه الاستدلال بالأفول على عدم صلاحيتها للربوبية . قال الرازي الأفول عبارة عن غيبوبة الشيء بعد ظهوره . وإذا عرفت هذا فلسائل أن يقول الأفول إنما يدل على الحدوث من حيث إنه حركة وعلى هذا يكون الطلوع أيضا دليلا على الحدوث فلم ترك إبراهيم ( ع ) الاستدلال على حدوثها بالطلوع وعول في إثبات هذا المطلوب على الأفول . والجواب أنه لا شك أن الطلوع والغروب يشتركان في الدلالة على الحدوث وإلا فإن الدليل الذي يحتج به الأنبياء في معروض دعوة الخلق كلهم إلى الإله لا بد وأن يكون ظاهرا جليا بحيث يشترك في فهمه الذكي والغبي والعاقل ودلالة الحركة على الحدوث وإن كانت يقينية إلا أنها دقيقة لا يعرفها إلا الأفاضل من الخلق وأما دلالة الأفول فكانت على هذا المقصود وأيضا قال بعض المحققين الهوى في حظيرة الإمكان .

110

نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري    جلد : 1  صفحه : 110
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست