نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 108
إسماعيل فسار إبراهيم بجميع ما معه وخرج الملك معه يمشي خلف إبراهيم إعظاما له وهيبة فأوحى الله تبارك وتعالى إلى إبراهيم أن قف ولا تمش قدام الجبار ولكن اجعله أمامك وعظمه فإنه مسلط ولا بد من آمر في الأرض بر أو فاجر فوقف إبراهيم ( ع ) وقال للملك امض فإن إلهي أوحى إلي الساعة أن أعظمك وأهابك وأن أقدمك أمامي وأمشي خلفك فقال له الملك أشهد أن إلهك لرقيق حليم كريم وأنت ترغبني في دينك فودعه الملك وسار إبراهيم حتى نزل بأعلى الشامات وخلف لوطا ( ع ) في أدنى الشامات ثم إن إبراهيم ( ع ) لما أبطأ عليه الولد قال لسارة لو شئت لبعتيني هاجر لعل الله يرزقنا منها ولدا فيكون لنا خلفا فابتاع إبراهيم هاجر من سارة ( ع ) فوقع عليها فولدت إسماعيل ع أقول بقي في هذا المقام أمور لا بد من التنبيه عليها الأمر الأول اختلف علماء الإسلام في أب إبراهيم ( ع ) قال الرازي في تفسير قوله تعالى * ( وإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لأَبِيه آزَرَ ) * ظاهر هذه الآية تدل على أن اسم والد إبراهيم ( ع ) هو آزر ومنهم من قال اسمه تارخ قال الزجاج الاختلاف بين النسابين أن اسمه تارخ ومن الملحدة من جعل هذا طعنا في القرآن وذكر له وجوها منها أن والد إبراهيم ( ع ) كان تارخ وآزر كان عما له والعم قد يطلق عليه لفظ الأب كما حكى الله عن أولاد يعقوب أنهم قالوا * ( نَعْبُدُ إِلهَكَ وإِله آبائِكَ إِبْراهِيمَ وإِسْماعِيلَ وإِسْحاقَ ) * ومعلوم أن إسماعيل كان عما ليعقوب وقد أطلقوا عليه لفظ الأب فكذا هاهنا . ثم قال قالت الشيعة إن أحدا من آباء رسول الله ( ص ) ما كان كافرا وذكروا أن آزر كان عمه واحتجوا على قولهم بوجوه الحجة الأولى أن آباء نبينا ما كانوا كفارا لوجوه منها قوله تعالى * ( الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ وتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ) * . يعني أنه كان ينقل روحه من ساجد إلى ساجد ويدل عليه أيضا قوله ( ص ) لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات . وقوله تعالى * ( إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ ) * فلا يكون أحد أجداده منهم . وأيضا أجمع الإمامية رضوان الله عليهم على إسلام والد إبراهيم ( ع ) وحينئذ فالأخبار الدالة على أنه كان مشركا أباه حقيقة محمولة على التقية .
108
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 108