نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 100
مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ والله لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) * أي لم ينته علمك * ( الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ ) * أي خاصمه وهو نمرود بن كنعان وهو أول من تجبر وادعى الربوبية وهذه المحاجة . روي عن الصادق ( ع ) أنها بعد إلقائه في النار وقوله * ( أَنْ آتاه الله الْمُلْكَ ) * أي محاجته ومخاصمته مع إبراهيم طغيانا وبغيا باعتبار الملك الذي آتاه الله والملك هنا عبارة عن نعيم الدنيا وهو بهذا المعنى يجوز أن يعطيه الله الكافر والمؤمن وأما الملك بمعنى تمليك الأمر والنهي وتدبير أمور الناس وإيجاب الطاعة على الخلق فلا يجوز أن يؤتيه الله إلا من يعلم أنه يدعو إلى الصلاح والسداد والرشاد ولا يكون إلا للنبي وأهل بيته الطاهرين العالمين بما يحتاج إليه الأمة من أول أمرها إلى آخرها . وقد ذكرت في بعض مؤلفاتي مباحثة مع بعض علماء العامة قلت له الشيطان يأمر بكل منكر وينهى عن كل معروف قال نعم قلت الإمام يجب أن يكون نقيضا للشيطان يأمر بما ينهى عنه الشيطان وينهى عما يأمر به الشيطان فقال نوافق على هذا القول فقلت وهذا لا يكون إلا إذا كان الإمام عالما بجميع الأوامر والنواهي الإلهية وإلا كان الشيطان أعلم منه ولم يكن على طرف نقيض مع الشيطان ومن ادعيتم لهم الإمامة ليسوا على هذه الصفة بالإجماع على ما تواتر من قول الثاني كل الناس أفقه مني حتى المخدرات في الحجاب وقول الأول عند أغاليطه إن لي شيطانا يعتريني إذا زغت فقوموني وإذا ملت فسددوني وأما الثالث فحاله في الجهل أوضح من أن يذكر فعلى هذا الملك الذي وثبوا عليه وتقمصوه لم يكن ملك آتاهم الله حتى أوجب على الناس طاعتهم مع أنه لو كان الأمر كذلك يلزم الحرج على المكلفين لأن الأول في زمن خلافة ذهب إلى مذاهب وفتاوى في الأحكام لم يذهب إليها الثاني وعمل بضدها فكيف يجب متابعة الرجلين مع ما بينهما من التضاد والخلاف في الأقوال والأفعال وروي في تفسير قوله تعالى * ( تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ ) * أنه قال رجل للصادق ( ع ) ملك بني أمية أهو من الله تعالى فقال عليه السّلام إنه ملك لنا من الله ولكن بنو أمية وثبوا عليه وغصبوه منا كمن كان له ثوب فجاء رجل فغصبه منه ولبسه فبلبسه له لم يصر ملكا له ولا ثوبه والمراد بالملك هنا هو معناه الثاني وأما الملك بمعناه الأول فلا مانع من تمكين الله سبحانه لهم منه كما أعطى ملوك الكفار والسلاطين الظالمين وكانوا من الفريقين .
100
نام کتاب : النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين نویسنده : السيد نعمة الله الجزائري جلد : 1 صفحه : 100