responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النزاع والتخاصم نویسنده : المقريزي    جلد : 1  صفحه : 140


بحيث لم ينج من رجال الموصل من كثرتهم إلا نحو أربعمائة رجل صدموا الجند فأفرجوا لهم ، فلما كان الليل سمع صراخ النساء اللاتي قتل رجالهن فأمر من الغد بقتلهن ، فأقام رجاله ثلاثة أيام يقتلون النساء والصبيان ، وكان في عسكره قائد معه أربعة آلاف عبد زنجي ، فأخذوا النساء قهرا ، فلما فرغ إبراهيم من قتل الناس في اليوم الثالث ركب في اليوم الرابع وبين يديه الحراب والسيوف المسلولة ، فأخذت امرأة بلجام دابته فأراد أصحابه قتلها فكفهم عنها ، فقالت له : ألست من بني هاشم ، ألست ابن عم رسول الله ؟
أما تأنف للعربيات المسلمات أن ينكحهن الزنوج ، فلم يجبها وبعث معها من بلغها مأمنها ، ثم جمع من الغد الزنوج للعطاء وقتلهم عن آخرهم ، ثم أمر بأن لا يترك في الموصل ديك إلا ذبح ولا كلب إلا عقر ، فنفذ ذلك ، فكانت هذه الفعلة لم نسمع بأقبح منها [1] .
إلا ما كان من السفاح فإن زوجته أم سلمة بنت يعقوب بن سلمة بن عبد الله بن الوليد بن المغيرة بن عبد بن عمر بن مخزوم المخزومية قالت له : يا أمير المؤمنين لأي شئ استعرض ابن أخيك أهل الموصل بالسيف ؟
فقال لها : وحياتك ما أدري .
ولم يكن عنده من إنكار هذا الأمر الفظيع سوى هذا ، ولعمري لقد فاق فرعون في فساده وأربى عليه في عتوه وعناده ، وأن السفاح بما فعله ابن أخيه قد صار يسوم أمة محمد صلى الله عليه وسلم من سوء العذاب أشد وأقبح ما كان فرعون يسوم بني



[1] - شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 15 / 287 شرح كتابه إلى معاوية رقم 28 .

140

نام کتاب : النزاع والتخاصم نویسنده : المقريزي    جلد : 1  صفحه : 140
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست