الإجازة بعد تدوين الأحاديث الشريفة في كتب " لان فائدة الرواية حينئذ انما هي اتصال سلسلة الاسناد بالنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم تبركاً وتيمّناً ، والاّ فالحجة تقوم بما في الكتب ، ويعرف القوي منها والضعيف من كتب الجرح والتعديل ، وهذا قويّ متين " ( 1 ) . ولم يرتض الشيخ النوري قدس سره هذا المنهج بالتعامل مع الإجازة في الرواية ، وسعى جاهداً في اثبات ان السيرة الصحيحة ، والموقف الشرعي يحتم سلوك الطريق القديم باخذ الإجازة بنفسها ففيها فائدة أخرى غير التيمن والتبرك . وذكر ان أول الأصحاب الذين نهجوا منهج التبرك هو الشهيد الثاني حيث قال : " انه قد شاع بين أهل العلم ، ويذكر في بعض الإجازات ، وصرح به جماعة أولهم فيما اعلم الشهيد الثاني ان اتصال السلسلة إلى الأئمة المعصومين عليهم السلام ، وتحمل الروايات بإحدى الطرق الثمانية التي أسهلها وأكثرها الإجازة لمجرد التبرك والتيمن ، وانه لا حاجة إليه في العمل بالروايات لتواتر الكتب عن مؤلفيها ، أو قيام القرائن القطعية على صحتها وثبوتها وانتسابها إليهم " ( 2 ) . ومع ان هذا المنهج هو الشائع بين عصر الشهيد الثاني المتوفى سنة 965 ه - ، وبين عصر الشيخ النوري المتوفي سنة 1320 ه - ، لكن النوري قدس سره سعى جاهداً إلى اثبات ان المنهج الأصوب هو منهج تحمل الإجازة الذي يقابل المنهج الأول فإنه سبب هذا المنهج إلى بعض الأصحاب المعاصرين له بل أساتذته وشيوخه حيث قال : " والظاهر من بعض الأصحاب توقف العمل بها عليها ، وذهب إليه شيخنا الجليل المبرور الحاج المولى علي بن الحاج ميرزا خليل الرازي الطهراني قدس الله روحه " ( 3 ) . وقد فصل أدلته على هذا الرأي في كتابه الخاتمة وناقش أصحاب المنهج الأول
1 - راجع : الرعاية في علم الدراية ( الشهيد الثاني ) : ص 263 - 264 ، الطبعة المحققة . 2 - راجع المستدرك : ج 3 ، ص 373 ، 374 - الطبعة الحجرية . 3 - المستدرك : ج 3 ، ص 374 - الطبعة الحجرية .