وكان ضنيناً بعمره بحيث لم يدع دقيقة من دقائق عمره ، ونفيس جوهر حياته يمضي بلا فائدة ، ويفنى بلا عائدة ، بل اخذ منه حظه ونصيبه اما بجمع شتات الاخبار ، وتأليف متفرقات ما ورد عن الأئمة الأطهار ; وأما بالذكر وتلاوة الآيات ، أو بالصلاة والنوافل المندوبات ; مواضباً لكل سُنة سنية ، ومؤدّ لميسور دقائق الآداب الدينية ; كان واعظاً لغيره بافعاله والقواله ، وداعياً إلى الله بمحاسن أحواله ; تذكر الله تعالى رؤيتهُ ، ويزيد في العلم منطقه ، ويُرَغِّبْ في الآخرةِ عمله ; ما قام أحدٌ من مجلسه إلا بخير مُستفاد جديد ، وشوق إلى الثواب ، وخوف من الوعيد ; لا يختار من الاعمال المندوبة الاّ أحمزها واتعبها ، ولا يأخذ من السنن الاّ أحسنها . أفعاله كانت منطبقة على كلامه ، وكلامه مقصور على ما خرج عن أمامه ; لازمت خدمته برهة من الدهر في السفر والحضر والليل والنهار ، وكنت استفيد من جنابه في البين إلى أن نعب بيننا غراب البين " ( 1 ) . وقال في مكان آخر : " شيخنا الاجل الأعظم ، وعمادنا الارفع الأقوم ، صفوة المتقدمين والمتأخرين ، خاتم الفقهاء والمحدثين ، سحاب الفضل الهاطل ، وبحر العلم الذي ليس له ساحل ، مستخرج كنوز الاخبار ، ومحي ما اندرس من الآثار ، كنز الفضائل ونهرها الجاري ، شيخنا ومولانا العلامة المحدث الثقة النوري أنار الله تعالى برهانه واسكنه بحبوحة جنانه " ( 2 ) . وقال في كتاب آخر له بعبارة تقرب من هذه العبارة ( 3 ) . 4 - وقال تلميذهُ الشيخ آغا بزرگ الطهراني : " وهو سندٌ من اجل الاسناد الثابتة ليوم المعاد ، وكيف لا وهو خرِّيت هذه