يا ابن عباس ! سوف يأخذ الناس يميناً وشمالا ، فإذا كان ذلك ما تبع عليّاً وحزبه ، فإنه مع الحق والحق معه ، فلا يفترقان ( 1 ) حتى يردا عليّ الحوض . يا ابن عباس ! ولايتهم ولايتي ، وولايتي ولاية الله ، وحربهم حربي ، وحربي حرب الله ، وسلمهم سلمي ، وسلمي سلم الله . ثم تلا : { يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله الّا أن يتمّ نوره ولو كره الكافرون { . ( ( 2 ) ( 3 العشرون : وروى عن الحسن بن محبوب عن مالك بن عطية عن ثابت بن دينار عن أبي جعفر عليه السلام قال : قال الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام لأصحابه قبل أن يُقتل بليلة واحدة ، ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال لي : يا بني انك ستُساق إلى العراق ، وتنزل في أرض يقال لها ( عمورا ) و ( كربلاء ) وانك تستشهد بها ويستشهد معك جماعة . وقد قرب ما عهد اليّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم ، وانّي راحل إليه غداً فمن احبّ منكم الانصراف فلينصرف في هذه الليلة ، فانّي قد أذنت له ، وهو منّي في حل . وأكّد فيما قاله تأكيداً بليغاً ، وقالوا : والله ما نفارقك أبداً حتى نرد موردك . فلمّا رأى ذلك ، قال : فأبشروا بالجنة ، فو الله انّما نمكث ما شاء الله تعالى بعدما يجري علينا ، ثم يخرجنا الله وايّاكم حين يظهر قائمنا فينتقم من الظالمين وإنّا وأنتم نشاهدهم في السلاسل والأغلال وأنواع العذاب والنكال . فقيل له : مَنْ قائمكم يا ابن رسول الله ؟ قال : السابع من ولد ابني محمد بن علي الباقر وهو الحجة بن الحسن بن علي
1 - في المخطوط ( يتفرقان ) . 2 - الآية 32 من سورة التوبة . 3 - كفاية المهتدي : ص 88 و 89 - مخطوط .