أن اجتمعوا على عبد الملك بن مروان بعد قتل ابن الزبير ، ثم اجتمعوا على أولاده الأربعة الوليد ثم سليمان ثم يزيد ثم هشام ، وتخلل بين سليمان ويزيد عمر بن عبد العزيز ، فهؤلاء سبعة بعد الخلفاء الراشدين ، والثاني عشر هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك اجتمع الناس عليه لما مات عمّه هشام فوُلّي نحو أربع سنين ، ثم قاموا عليه فقتلوه ، وانتشرت الفتن وتغيّرت الأحوال من يومئذ ، ولم يتفق أن يجتمع الناس على خليفة بعد ذلك " انتهى ( 1 ) . ويظهر من هذا الكلام ان يزيد بن معاوية من الخلفاء الاثني عشر الذين اخبر عنهم صلى الله عليه وآله وسلّم انهم هداة والعلماء الذين هم بين الحق والخلق ، وهم على الحق ، ومن يخرج عليهم باغ وخارج على امام زمانه ، وهذا من الشواهد الواضحة على ما تدّعيه الإمامية ان سيد الشهداء عليه السلام بقواعد أهل السنة خارج على امام زمانه . والأدلة والبراهين والشواهد على هذا المدّعى كثيرة ، ولا يسع المقام أكثر من هذا ; ومن ذلك صرّح ابن حجر المذكور في كتاب ( التقريب ) ان عمر بن سعد ثقة وان ارتكاب ذلك الامر العظيم لا ينافي عدالته . وقد وقع علماء أهل السنة في حرج - وأي حرج - من هذا الخبر الشريف كلما أرادوا ان يتخلصوا منه لم يتمكنوا بحمد الله ، وأعطوا احتمالات افتضحوا فيها ، فهم يقولون احياناً انهم خلفاء بني اُمية وبني العباس الأرجاس ، ومن لم يقتدِ بأولئك المتجاهرين بأكثر الكبائر الضروريّة ( 2 ) المقطوع عليها عند أهل الاسلام ولم يجعلهم اماماً مات كافراً وعلى هذا النسق سائر السلاطين . وأحياناً اخذوا القرآن اماماً لكل زمان .
1 - تاريخ الخلفاء ( السيوطي ) : ص 11 . 2 - يعني التي من الكبائر التي لا خلاف فيها عند أهل الاسلام كشرب الخمر والزّنا والكذب وأكل أموال الناس بالباطل وغيرها .