الفريقين في " انّ مَنْ مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية " ( 1 ) . يعني يخرج من الدنيا على غير فطرة الاسلام . روى السيوطي في تاريخ الخلفاء بعدة طرق عن البخاري ، ومسلم ، واحمد ، وأبي داوُد ، والبزاز وغيرهم بألفاظ مختلفة ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال : " يمضي اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش " ( 2 ) . وبرواية احمد والبزاز : " اثنا عشر كعدّة نقباء بني إسرائيل " ( 3 ) . وبرواية المسدد في المسند الكبير : " . . . اثنى عشر خليفة كلهم يعمل بالهدى ودين الحق . . . " ( 4 ) . ثم نقل عن القاضي عياض المالكي انّه قال : " لعلّ المراد بالاثني عشر في هذه الأحاديث وما شابهها انهم يكونون في مدة عزّة الخلافة وقوّة الاسلام ، واستقامة أموره ، والاجتماع على مَنْ يقوم بالخلافة ، وقد وجد هذا فيمن اجتمع عليه الناس إلى ان اضطرب أمر بني أمية ووقعت بينهم الفتنة زمن الوليد بن يزيد ، فاتصلت بينهم إلى أن قامت الدولة العباسية فاستأصلوا أمرهم . قال شيخ الاسلام ابن حجر في شرح البخاري : كلام القاضي عياض أحسن ما قيل في الحديث . . . " إلى أن يقول : " والذي وقع أن الناس اجتمعوا على أبي بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم علي ، إلى أن وقع أمر الحكمين في صفّين فتسمى معاوية يومئذ بالخلافة ، ثم اجتمع الناس على معاوية عند صلح الحسن ، ثم اجتمعوا على ولده يزيد ، ولم ينتظم للحسين امر بل قُتِلَ قبل ذلك ، ثم لما مات يزيد وقع الاختلاف إلى
1 - كشف الاستار : ص 113 ، عن ( الجمع بين الصحيحين ) للحميدي وغيره . وراجعه في مسند الطيالسي : ص 259 ، طبعة حيدر آباد الدكن . وراجعه في ينابيع المودة ( القندوزي الحنفي ) : ص 117 ، وغيرها من المصادر الكثيرة . 2 و 3 - راجع تاريخ الخلفاء ( السيوطي ) : ص 10 . 4 - تاريخ الخلفاء ( السيوطي ) : ص 12 .