عليه السلام مغمود خائف ، مستور بستر الله ، وليس علينا البحث عن أمره ، بل البحث عن ذلك وطلبه محرم لا يحل ولا يجوز . . . الخ " ( 1 ) . والمروي في علل الشرائع ، واكمال الدين انّه قال عليه السلام ( 2 ) : " ان لصاحب هذا الأمر غيبة لابدّ منها ، يرتاب فيها كل مبطل . فقلت له ( 3 ) : ولِمَ جعلت فداك ؟ قال : لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم . قلت ( 4 ) : فما وجه الحكمة في غيبته ؟ قال : وجه الحكمة في غيبته ، وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره ; ان وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلّا بعد ظهوره ، كما لا ينكشف وجه الحكمة لما أتاه الخضر عليه السلام من خرق السفينة ، وقتل الغلام ، وإقامة الجدار ، لموسى عليه السلام إلّا وقت افتراقهما . يا ابن الفضل ! ان هذا الأمر امرٌ من الله ، وسرٌّ من سرّ الله ، وغيب من غيب الله ، ومتى علمنا انّه عز وجل حكيم صدّقنا بأن أفعاله كلّها حكمة ، وإن كان وجهها غير منكشف لنا " ( 5 ) . ومع ذلك فقد ورد ان بعض الرواة عندما يسألون عن حكمة الغيبة فإنهم عليهم السلام يجيبون بما يسكت الراوي ، ويظهر من الخبر المتقدم ان ما يقولونه عليهم السلام ليس هو السرّ الحقيقي وليس هو تمام وجه الحكمة ، كما ورد في اخبار كثيرة ان سبب غيبته عليه السلام هو خوف القتل .
1 - فرق الشيعة ( النوبختي ) : ص 109 - 110 . 2 - عن الإمام الصادق عليه السلام . 3 و 4 - في الترجمة : فسأله الراوي . 5 - علل الشرائع ( الصدوق ) : ج 1 ، ص 246 ، ح 8 - كمال الدين ( الصدوق ) : ج 2 ، ص 482 .