خمسين طريق في كتاب فصل الخطاب - وجاء في جملة من صحاحهم ما مضمونه : إن كل ما وقع للأمم السابقة وخصوصاً بني إسرائيل فسوف يقع لهذه الأمة ، حتى لو كانوا قد دخلوا في جحر حيوان ، فهذه الأمة تدخل ذلك أيضاً . وكان لأكثر الأنبياء عليهم السلام غيبات طويلة وغير طويلة ابتعدوا فيها عن أممهم بأمر الهي ولم يكن لأحد علم عنهم . ذكر شيخ المؤرخين علي بن الحسين المسعودي ( الذي ينقل أهل السنة من كتبه ، مثل مروج الذهب واخبار الزمان ، ويعتمدون عليه ، وقد مدحه محمد بن شاكر الكتبي في فوات الوفيات وذكر كتبه ) غيبات للأنبياء والأوصياء في كتاب ( اثبات الوصية ) . وإذا لم يكن في هذه الأمة غيبة للحجة - الذي باعترافهم أفضل من عيسى عليه السلام ، وانّه أفضل من جميع الأنبياء والمرسلين غير أولي العزم منهم ، وانّه لا يأتي حجة غيره بعد ذلك إلى يوم القيامة - فيلزم تكذيب تلك الأخبار الصريحة المتواترة بحسب المضمون . ولا فرق بين طول وقصر زمان الغيبة لأن هذا الاختلاف كان موجوداً هناك أيضاً . وأما من ناحية معاشر الإمامية فإنهم يعترفون ان لغيبته عليه السلام حكمة طبعاً ، بل حِكَم ; ولكنهم ممنوعون من أئمتهم عليهم السلام عن البحث والتفتيش في فهم سرّها . بل ان بعض العلماء حرّم ذلك ; قال الشيخ المقدم أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي في كتاب ( الفرق والمقالات ) بعد أن ذكر مذهب الإمامية في حق المهدي صلوات الله عليه وغيبته عليه السلام : " لأنه ليس للعباد أن يبحثوا عن أمور الله ويقضوا بلا علم لهم ، ويطلبوا آثار ما ستر عنهم ، ولا يجوز ذكر اسمه ، ولا السؤال عن مكانه حتى يؤمر بذلك ، إذ هو