وهم لا يرون لأفعاله تعالى علّة ، فلا يفعل إلاّ إذا كان في الفعل صلاح وخير وإنّما كل ما يفعل فهو خير فإنّنا لا نعرف الصالح والأصلح ، ولا يجب على الله فعل ما نراه صالحاً أو أصلح ، وليس قبيحاً أن يدخل جميع الأنبياء جهنم ، أو يدخل الكفار والشياطين الجنة ; بل ان في ذلك الخير والحكمة والصلاح . وعليه فلا يحق لأهل السنة أن يسألوا عن وجه الحكمة لهذا الفعل الإلهي وباقي افعاله . وثانياً : لا ضرر من عدم العلم بوجه الحكمة في فعل الهي على وجوب الاعتقاد بصدور ذلك الفعل ، كما قد خفيت الحكمة عن الأمة في أكثر أحكام الدين وأسرار العبادات ، وخفيت أغلب مفاسد كثير من النواهي . وكذلك لم تكن جملة من أفعال وأوامر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم إلّا من جهة الوحي والأمر الإلهي ، ولم يكن هذا الجهل سبباً لضعف العقيدة بالصدور أو رفع اليد عمّا كان محلا للتكليف بالضرورة . وثالثاً : النقض بالدجال ; بانّه موجود في خبر بل في اخبار في كتب صحاحهم ، ويأتي في آخر الباب السابع ، انّه كان موجوداً قبل مدّة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وهو محبوس في جزيرة في أطراف الجزائر المغربية وعالمٌ بفتن آخر الزمان وما سوف يفعله بنفسه ، وسوف يبقى حيّاً إلى أن يقتل بيد المهدي عليه السلام أو عيسى عليه السلام . وهو شريكه عليه السلام في طول العمر والغيبة ; فإذا كانوا لعدم علمهم بحكمة وجوده وغيبته رفعوا أيديهم عن الدجال ; فنحن - نعوذ بالله - نسحب أيدينا عن مهدينا صلوات الله عليه . وللگنجي الشافعي هناك كلام ذكرناه في الباب المذكور . ورابعاً : وفي الأخبار الصحيحة عند الفريقين - ونحن قد سجلنا أكثر من