وبحسب أصولهم وقواعدهم فلا يمكن ان تنكشف حقيقة الذات ويبقى شيء من الممكن في ستر الخفاء . ونقل الميبدي في شرح الفصوص عن الجندي : " انه نقل الشيخ صدر الدين عن ابن عربي : عندما وصلت إلى بحر الروم من بلاد الأندلس قررت في نفسي حينها ان لا أجلس في السفينة فانكشفت لي تفاصيل أحوالي الظاهرة والباطنة إلى آخر عمري ، والتي ظهرت كلها بعد التوجه التام والمراقبة الكاملة حتى صحبة أبيك إسحاق بن محمد وجميع أحوالك واتباعك من الولادة إلى الموت وأحوالكم في البرزخ ، وكان ثابتاً حينها ان منشأ هذا الاطلاع هو معدن العلم الإلهي " انتهى . ومع تمكن الاطلاع على المعدن المذكور فلا يبقى فرق بين الماضي والمستقبل ، والقلة والكثرة ، والعلوم الظاهرة والباطنة ، وأما ما قاله وقد اعترف به انّه لا يمكن لأحد ان يرى ذلك ، فهو أيضاً كذب لم يخجل من ارتكابه ، مع تلك الجلالة والشأن الذي أعطوه له . أما في الغيبة الصغرى وهي حدود سبعين سنة فقد وصل إلى خدمته عليه السلام خلق كثير ، وقد ثبتت أسماؤهم في أغلب كتب الإمامية ، وقد ألّفت بعضها في أيام ولادته ، وبعضها في الغيبة الصغرى ، وقريب منها ، وهي موجودة إلى الآن ، والظاهر ان الذهبي لم ير شيئاً منها . . بل قد تقدّم ان البلاذري الحافظ المعتبر عندهم قد روى عنه عليه السلام في الحديث المسلسل الذي جميع سلسلته من المعروفين وكل واحد منهم يوصف بصفة متفرد بها في عصره مثل السيوطي والجزري ونظائرهما ; وسوف يأتي انه تشرف بخدمته عليه السلام جماعة في الغيبة الكبرى أيضاً ، حتى ان منهم من تشرّف إلى لقائه عليه السلام وقد أشرنا إلى أسمائهم سابقاً .