وقال الصفدي في الوافي بالوفيات : " وكأن المنقول والمعقول ممثلان بين عينيه في صورة محصورة يشاهدها متى أراد " ( 1 ) . وذكر ايضاً : " فرأيتها ( 2 ) من أولها إلى آخرها عقيدة الشيخ أبي الحسن الأشعري ليس فيها يخالف رأيه " ( 3 ) ونقل الميبدي عن شرح الفصوص للجندي انه جلس في اوّل المحرم في اشبيلية من بلاد الاندلس إلى الخلوة لا يأكل طعاماً تسعة أشهر وأمر في أول العيد أن يخرج وبُشر بختم الولاية المحمدّية وقال : من دلائله الحتمية كانت بين كتفيه علامة في الموضع التي كانت للنبي صلى الله عليه وآله وسلّم مثل تلك العلامة ولكن في عمق العضو ، وليس كما في المقدمات الظاهرة اشارة إلى علامة ختمية النبوة الظاهريّة الفعلية ، وختمية الولاية الباطنية الانفعالية . وغير ذلك من الكلمات والعبارات ، ولأن عناده وتعصبه ضد الطائفة الإمامية اكثر فلذلك كان مدحه بين تلك الطائفة اكثر من غيره . وقد صرح في كتاب ( سامِره ) ( 4 ) ان الرافضة بصورة الخنزير ، وان عمر معصوم . بل قال في الفتوحات ذلك ، واكثر ما ظهر من الضلالة بحسب الأصل الصحيح عند الشيعة لا سيما الإمامية منهم فأدخل فيهم الشياطين حبّ أهل البيت واستفرغ المحبة منهم ، واعتقدوا انها من أحسن القربات إلى الله تعالى والرسول ، وهكذا إذا
1 - الوافي بالوفيات ( صلاح الدين الصفدي ) : ج 4 ، ص 174 . 2 - هكذا في المصدر المطبوع ، والهاء يعود على العقيدة حيث قال قبل هذه الجملة ( وقد ذكر فيه " يشير إلى كتاب الفتوحات المكية " في المجلدة الأولى عقيدته . . . الخ ) وفي الترجمة : " فرأيت عقيدته توافق عقيدة الشيخ أبي الحسن . . . الخ " . 3 - الوافي بالوفيات ( صلاح الدين الصفدي ) : ج 4 ، ص 174 . 4 - هكذا ذكر هذا الكتاب المؤلف رحمه الله .