حين أقبل ليله ] ( 1 ) فشهداؤه خير الشهداء وأمناؤه أفضل الأمناء ، وان الله يستوزر له طائفة خبأهم له في مكنون غيبه أطلعهم كشفاً وشهوداً على الحقائق وما هو أمر الله عليه في عباده فمبشاورتهم يفصل ما يفصل . . . وهم على أقدام رجال من الصحابة صدقوا ما عاهدوا الله عليه وهم من الأعاجم ما فيهم عربي لكن لا يتكلّمون الّا بالعربيّة لهم حافظ ليس من جنسهم ما عصى الله قط هو أخص الوزراء وأفضل الأمناء ( 2 ) . وشرح كيفية حكم المهدي عليه السلام وعصمته وحرمة القياس عليه وتسديده بملك ، وغير ذلك مما يوجب التطويل . وعلو مقام وجلالة قدر ابن عربي عند أهل السنة فوق ما يسعه الوصف ، وغالباً ما يعبّرون عنه بالشيخ الأكبر . قال الشيخ عبد الوهاب الشعراني في لواقح الأخبار في طبقات الأخيار : " أجمع المحقّقون من أهل الله عزوجل على رفعته في جميع العلوم ، ووصفه صفي الدين بن منصور وغيره بالولاية الكبرى والصلاح والعلم والعرفان ( 3 ) . وقال : هو الشيخ الإمام المحقق رأس اجلاء العارفين والمقرّبين ، صاحب الاشارات الملكوتيّة ، والنفحات القدسيّة ، والأنفاس الروحانيّة ، والفتح المونق ، والكشف المشرق ، والبصائر الخارقة ، والحقائق الزاهرة ، له المحل الأرفع من مقام القرب في منازل الأنس ، والمورد العذب من مناهل الوصل ، والطول الأعلى من مدارج الدنو ، والقدم الراسخ في التمكين من أحوال النهاية ، والبارع الطويل بالتصرّف في احكام الولاية ، وهو احد أركان هذه الطائفة " .
1 - هذا المقطع مثبت في المطبوع . 2 - الفتوحات المكيّة : ج 3 ، ص 326 - 327 . 3 - لعدم وجود المصدر بين أيدينا قمنا بترجمة النص .