اذا كان ذلك الكلام في الصدر الذي هو من زيادة الشيعة فلا يوجد في متون أسانيد أهل السنة ، فيكون ساقطاً عن درجة الاعتبار والحجيّة . والغاية من نقل هذا الكلام هو مجرّد الاشارة إلى ان هذه الطريقة طبيعية ، والّا فان كلامه مخدوش من عدّة جهات ، فالمسكين ما فعل في معقولاته التي صرف فيها عمره ، حتى يتصرّف في المنقولات ويعلم من كتب أخبارهم ان اكثر من ثلاثين نفر من المهرة وأكابر محدّثيهم قبله قد روَوْا الصدر وهو موجود في كتبهم بحمد الله . وقد تقدّم احتمال أن تكون هذه الزيادة للدعوة إلى محمد بن عبد الله بن الحسن ; فكان المنصور قبل خلافته يمشي في ركابه احياناً ويقول : " هذا مهديّنا أهل البيت " ; أو لأجل استمالة أبي حنيفة لأنه كان يدعو إلى محمد المذكور . وأما ثانياً : فعلى فرض صحة الحديث ، فلابد من التصرّف في ظاهر الحديث للجمع بين الأخبار ، وذلك ان يكون المقصود من الأب هو الجد ، كما تكرر في القرآن اطلاق الأب على الجد ; فقال : { ملّة أبيكم ابراهيم { ( 1 ) ، وقال يوسف عليه السلام : { واتبعت ملّة آبائي ابراهيم واسحاق } ( 2 ) ، وقال ابناء يعقوب لأبيهم : { نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق } . ( 3 ) وفي أخبار ليلة المعراج ان جبرئيل قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم : " هذا أبوك ابراهيم " . والمراد من الأب هنا كما قاله محمد بن طلحة الشافعي ، والگنجي انّه الإمام الحسين عليه السلام . والمراد من الاسم الكنية فان كنيته عليه السلام هي " أبو عبد ا لله " ; فانّه يقال لها
1 - من الآية 78 من سورة الحج . 2 - من الآية 38 من سورة يوسف . 3 - من الآية 133 من سورة البقرة .