يعني مظهر آيات الله تعالى . أو محل ظهور وبروز الآيات الالهية . لأنه في ذلك اليوم يفرش بساط الخلافة في الأرض ، البساط الذي قد وضع جميع الانبياء والرسل عليه أقدامهم فجاؤوا بتلك الآيات البينات والمعجزات الباهرات من اجل هداية الخلق في مقام الارشاد واعلاء كلمة الحق وازهاق الباطل . ولم يعزّ الله تعالى أحداً بمثل هذا التعظيم ولم يعطِ لأحد مثل هذا المقدار من الآيات كما أعطى لمهديه صلوات الله عليه ويجريها له . وقد اعطاه الله تعالى عمراً طويلا ولا يُعلم إلى أين سوف يمتد عندما يظهر في هيئة رجل ابن ثلاثين سنة ، وتظلله غمامة بيضاء على رأسه ، وتنادي بلسان فصيح : " هذا مهدي آل محمد عليهم السلام " ويمسح على رؤوس شيعته فتكمل عقولهم ، وانه تظهر الملائكة في عسكره المبارك ويراها الناس كما كانوا يرونها إلى عهد ادريس النبي عليه السلام ، وتظهر في جيشه عساكر من الجن . وليس في عسكره طعام ولا شراب الاّ حجر يحمل وان طعامهم وشرابهم من ذلك الحجر . وتشرق الأرض وتضيء بنور جماله فتنتفي الحاجة إلى ضوء القمر . ويزول الشر والضرر من الوحوش والحشرات ، ويرفع الخوف والرعب منها . وتظهر الأرض كنوزها ، ويخفف الفلك من سرعة حركته ( 1 ) ويمرّ جيشه من على وجه الماء ، ويخبر الجبل والحجر عن الكافر الذي اختفى فيه ، ويعلم الكافر بسيمائه ، ويكون كثير من الأموات في ركبه المبارك ويضرب السّيف على هامات الأحياء . وغير ذلك من الآيات العجيبة ، وكذلك الآيات التي تظهر قبل ظهوره
1 - في الارشاد للشيخ المفيد : ج 2 ، ص 385 عن الإمام الباقر عليه السلام في حديث طويل ( يأمر الله تعالى الفلك باللبوث وقلة الحركة فتطول الايام لذلك والسنون ) .