الشريف بمطالعة بعض كتب الذكر والمصيبة لترتيب مايقرؤه على المنبر بداره ، ويخرج من مكتبته بعد الشمس بساعة إلى مجلسه العام فيجلس ويحيي الحاضرين ويؤدي التعارفات ، ثم يرقى المنبر ، فيقرأ ما رآه من الكتب بذلك اليوم ، ومع ذلك يحتاط في النقل بما لم يكن صريحاً في الاخبار الجزمية . وكان إذا قرأ المصيبة تنحدر دموعه على شيبته . وبعد انقضاء المجلس يشتغل بوظائف الجمعة من التقليم والحلق وقص الشارب والغسل والأدعية والآداب والنوافل ، وغيرها . وكان لا يكتب بعد عصر الجمعة - على عادته - بل يتشرف إلى الحرم ، ويشتغل بالمأثور إلى الغروب . كانت هذه عادته إلى ان انتقل إلى جوار به " ( 1 ) . احياؤه سنة المشي لزيارة الإمام الحسين عليه السلام : وهي من أعظم السنن التي نطقت بها الروايات المروية عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم والأئمة الطاهرين عليهم السلام ففي رواية أبي الصامت قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام وهو يقول : " مَنْ أتى قبر الحسين عليه السلام ماشياً كتب الله له بكل خطوة الف حسنة ، ومحى عنه الف سيئة ، ورفع له الف درجة ، فإذا أتيت الفرات فاغتسل وعلّق نعليك ، وامش حافياً ، وامش مشي العبد الذليل ، فإذا أتيت باب الحائر فكبر اربعاً . . الحديث " ( 2 ) . وفي رواية أبي سعيد القاضي قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام في غرفة له فسمعته يقول : " مَنْ أتى قبر الحسين ماشياً كتب الله له بكل خطوة وبكل قدم يرفعها ويضعها عتق رقبة من ولد إسماعيل . . الحديث " ( 3 ) .
1 - نقباء البشر : ج 2 ، ص 547 . 2 - راجع وسائل الشيعة ، كتاب الحج ، أبواب المزار وما يناسبه : باب 41 ، ح 3 . 3 - راجع وسائل الشيعة ، كتاب الحج ، أبواب المزار وما يناسبه : باب 41 ، ح 6 .