الغروب ; ووقت مطالعته من بعد العشاء إلى وقت النوم . وكان لا ينام الاّ متطهراً . ولا ينام من الليل الاّ قليلا . ثم يستيقض قبل الفجر بساعتين فيجدد وضوءه - ولا يستعمل الماء القليل بل كان لا يتطهر الاّ بالكر - ثم يتشرف قبل الفجر بساعة إلى الحرم المطهر . ويقف - صيفاً وشتاءاً - خلف باب القبلة فيشتغل بنوافل الليل إلى أنْ يأتي السيد دواد - نائب خازن الروضة - وبيده مفاتيح الروضة ، فيفتح الباب ، ويدخل شيخنا ، وهو أول داخل لها وقتذاك . وكان يشترك مع نائب الخازن بايقاد الشموع ، ثم يقف في جانب الرأس الشريف فيشرع بالزيارة والتهجد إلى ان يطلع الفجر ، فيصلي الصبح جماعة مع بعض خواصه من العبّاد والأوتاد ، ويشتغل بالتعقيب . وقبل شروق الشمس بقليل يعود إلى داره ، فيتوجه رأساً إلى مكتبته العظيمة المشتملة على ألوف من نفائس الكتب والآثار النادرة العزيزة الوجود ، أو المنحصرة عنده ، فلا يخرج منها الاّ للضرورة . وفي الصباح يأتيه مَن كان يعينه على مقابلة ما يحتاج إلى تصحيحه ، ومقابلته مما صنّفه ، أو استنسخه من كتب الحديث وغيرها ، كالعلامتين الشيخ علي بن إبراهيم القمي ، والشيخ عباس بن محمد رضا القمي ، وكان معينه على المقابلة في النجف وقبل الهجرة إلى سامراء وفيها ايضاً المولى محمد تقي القمي الباوزئيري " ( 1 ) . وعظه وخطابته : ويقول تلميذه الزكي استمراراً في شرح برنامج أستاذه العبادي ، فقد كانت تملك سيرته اليومية : " اما في يوم الجمعة فكان يغير منهجه ، ويشتغل بعد الرجوع من الحرم