نام کتاب : المقنع في الغيبة نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 61
قلنا : قد أجبنا عن هذا السؤال وفرعنا إلى غاية ما يترفع في كتابنا " الشافي " [91] . وجملته : أن الله تعالى لو علم أن النقل لبعض الشريعة المفروضة ينقطع - في حال تكون تقية الإمام فيها مستمرة ، وخوفه من الأعداء باقيا - لأسقط ذلك التكليف عمن لا طريق له إليه . وإذا علمنا - بالإجماع الذي لا شبهة فيه - أن تكليف الرائع مستمر ثابت على جميع الأمة إلى أن تقوم الساعة ، ينتج لنا هذا العلم أنه لو اتفق أن ينقطع النقل - بشئ من الرائع [92] - لما كان ذلك إلا في حال يتمكن فيها الإمام من الظهور والبروز والإعلام والإنذار . [ علة عدم ظهور الإمام لأوليائه ] فإن قيل : إذا كانت العلة في غيبته عن أعدائه خوفه منهم ، فما باله لا يظهر لأوليائه ، وهذه العلة زائلة فيهم ؟ ! فإذا لم يظهر للأولياء - وقد زالت عنهم علة استتاره - بطل قولكم في علة الغيبة ! قلنا : قد أجاب أصحابنا عن هذا السؤال بأن علة غيبته عن أوليائه لا تمنع أن يكون خوفه من أن يلقاهم فيشيعوا خبره ، ويتحدثوا سرورا باجتماعه معهم ، فيؤدي ذلك - وإن كان ذلك غير مقصود - إلى الخوف
[91] الشافي 1 / 144 - 150 وما بعدها . [92] في " ج " : الشرع .
61
نام کتاب : المقنع في الغيبة نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 61