نام کتاب : المقنع في الغيبة نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 43
لا إمام في الزمان ، مع تجويزك أن يكون للغيبة سبب لا ينافي وجود الإمام ؟ ! وهل تجري في ذلك إلا مجرى من توصل بإيلام الأطفال إلى نفي حكمة الصانع تعالى ، وهو معترف بأنه يجوز أن يكون في إيلامهم وجه صحيح لا ينافي الحكمة . أو مجرى من توصل بظواهر الآيات المتشابهات إلى أنه تعالى مشبه [55] للأجسام ، وخالق لأفعال العباد ، مع تجويزه أن يكون لهذه الآيات وجوه صحيحة لا تنافي العدل ، والتوحيد ، ونفي التشبيه . وإن قال : لا أجوز أن يكون للغيبة سبب صحيح موافق للحكمة ، وكيف أجوز ذلك وأنا أجعل الغيبة دليلا على نفي الإمام الذي تدعون غيبته ؟ ! قلنا : هذا تحجر منك شديد ، فيما لا يحاط بعلمه ولا يقطع على مثله . فمن أين قلت : إنه لا يجوز أن يكون للغيبة سبب صحيح يقتضيها ؟ ! ومن هذا الذي يحيط علما بجميع الأسباب والأغراض حتى يقطع على انتفائها ؟ ! وما الفرق بينك وبين من قال : لا يجوز أن يكون للآيات المتشابهات وجوه صحيحة تطابق أدلة العقل ، ولا بد من أن تكون على ما اقتضته ظواهرها ؟ !