نام کتاب : المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي ( عج ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي جلد : 1 صفحه : 1114
الثالث : إذا قرأت لأحدهم أو رأيته كيف ينظر إلى نفسه ، لرأيت أنه يحمل في رأسه ألف طن من الغرور ، لأنه يريد أن يتقمص شخصية رجل يلتقي بالإمام « عليه السلام » الذي هو ولي الله في أرضه وحجته على عباده ، ويكون صاحبه الخاص وسفيره إلى العالم ، والأمر الناهي باسمه ! وهذا يستلزم منه أن يعظِّم نفسه ، وقد يغرق في تعظيمها حتى ينفضح ! وفي نفس الوقت تراه ينظر إلى عامة المسلمين والمؤمنين على أنهم همجٌ رعاع لا يفهمون ولا يعقلون ، لأنهم لا يقبلون دعوته ولا يطيعونه ! ولو أطاعوه لصاروا أذكياء فاهمين ، وربما جعلهم عباقرة ! الرابع : خوفهم من لغة الوضوح السهلة الممتنعة التي هي البلاغة ، وحرصهم على لغة رمزية متعمدة الصنعة ، ليوهموا الناس أنهم أهل علم وبلاغة ، ومعانٍ عميقة تحتاج إلى تفهيم وشرح للعوام ! وليهربوا من مسؤولية الكلام الصحيح الصريح ! الخامس : أنهم جميعاً يستعملون لغة العرفان والتصوف في علاقة المريد بالمراد والسالك بالشيخ ، ولقلقة اللسان بمفاهيم المقامات الربانية ، والسير إلى الله تعالى ، والعشق الإلهي ، حتى يصلوا إلى التجلي ! وفي هذا التجلي الكاذب تكمن عندهم بذور الحلول ، وميكروب ادعاء الألوهية ! * * طلبت حضور أحدهم لأناقشه في دعواه السفارة للإمام روحي فداه ، فلم يحضر ! لكنه بعد مغادرتي البلد ، أرسل لي رسالة يشكو فيها أني سمعت فيه كلام الناس ، وطلب مني أن لا أنشر اسمه ! قال في رسالته ما نصه : ( فكلّ ما نُقِلَ لك عنّا هو افتراءٌ علينا . . . فما بالك ونحن نستعيذُ بالله من الجَهَلة ، والذين لا بدَّ لمسْتَ لَمَماً من بعضهم منْ ضحالة أسئلتهم لك وبسيطِ اهتماماتهم التي تسأل عنْ أغلفةِ مولاها سيّدِ العالم حجّةِ الدهر ومنجاة العالمين " ص " ، تستفهم لا عن معناه وحقيقته وآثاره وأهدافه وآماله وآلامه وشئونه وقضاياه ، بل الأسئلة التي لا تُدْرِك مِنْ معنى إمامها إلا القشورَ والزبَدَ والنّقشةَ والصورة ، مِنْ سردابٍ وجُبّةٍ وخاتَمٍ
1114
نام کتاب : المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي ( عج ) نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي جلد : 1 صفحه : 1114