وقد كان بعض مسلمي مكة ، يواكبون الدعوة ويعاونونها ما دام لم تصل النوبة إلى التضحية بالنفس والموت ، فإذا كان ذلك فإنهم يفرون ، وينهزمون ، ويتركون النبي وشأنه ، وقد رأينا ذلك في كثير من المواقف . وأخيراً : إننا رأينا البعض أيضاً يعترف أنه كان كثيراً ما يشك في هذا الأمر ، حتى اعترف في الحديبية أنه ارتاب ارتياباً لم يرتبه منذ أسلم . وفي غزوة أحد ، حينما سمعوا أنه ( صلى الله عليه وآله ) قد قتل فروا من المعركة ، وقال بعضهم : ‹ نلقي إليهم بأيدينا ، فإنهم قومنا وبنو عمنا › < فهرس الموضوعات > ملاحظة هامة على ما تقدم : < / فهرس الموضوعات > ملاحظة هامة على ما تقدم : هذا ، ويلاحظ العلامة الطباطبائي أخيراً : أننا لم نزل نسمع ذكراً للمنافقين إلى حين وفاة الرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) وقد تخلف عنه ( صلى الله عليه وآله ) في تبوك أكثر من ثمانين منهم ، وانخذل ابن أبي في أحد في ثلاثمائة . ثم انقطعت أخبارهم عنا مباشرة ، ولم نعد نسمع عن دسائسهم ، ومكرهم ، ومكائدهم للإسلام وللمسلمين شيئاً ، فهل انقلبوا بأجمعهم - بمجرد وفاته ( صلى الله عليه وآله ) - عدولاً أتقياء وأبراراً أوفياء ؟ ! وإذا كان كذلك ، فهل كان وجود النبي ( صلى الله عليه وآله ) فيما بينهم مانعاً لهم من الإيمان ؛ وهو الذي أرسله الله رحمة للعالمين ؟ ! نعوذ بالله من التفوه بالعظائم ، وبما يسخط الرب . أم أنهم ماتوا بأجمعهم ، وهم يعدون بالمئات بمجرد موته ( صلى الله عليه وآله ) ؟ وكيف لم ينقل لنا التاريخ ذلك ؟ ! أم أنهم وجدوا في الحكم الجديد ما يوافق هوى نفوسهم ، ويتلاءم مع أهوائهم ، ومصالحهم ؟ ! أم ماذا ؟ ! ما هي الحقيقة ؟ ! لست أدري ! ولعل الذكي يدري . < فهرس الموضوعات > حتى المدينة : < / فهرس الموضوعات > حتى المدينة : وفي المدينة بدأت عملية بناء المجتمع الإسلامي ، وإرساء قواعد