في صورة جبرئيل ، وقد أعانه الله على شيطانه هذا فأسلم . وإن شيطانه خير الشياطين . ثم شربه للنبيذ والفضيخ . وكونه أحق بالشك من إبراهيم ( عليه السلام ) . إلى غير ذلك مما لا يمكن تتبعه ولا الإحاطة به لكثرته ، مما يزيد في قبحه أضعافاً على ما ذكرناه ، مما زخرت به المجاميع الحديثية والتاريخية لدى بعض الطوائف الإسلامية المنتشرة في طول البلاد وعرضها . نعم . . هكذا تشاء الروايات - وكثير منها مدون في الكتب التي يدعي البعض : أنها أصح شيء بعد القرآن - أن تصور لنا أعظم رجل ، وأكرم وأفضل نبي على وجه الأرض ! ! وهذه هي الصورة التي يستطيع أن يستخلصها من يراجع هذا الركام الهائل من المجعولات ، إذا كان خالي الذهن من الضوابط والمعايير الحقيقية ، والمنطلقات الأساسية ، التي لابد من التوفر عليها في دراسة التاريخ . وكذلك إذا كان لا يعرف شيئاً مما يجب أن يتوفر في الشخصية التي يفترض أن تمثل النموذج الفذ لإرادة الله تعالى على الأرض . وكذلك إذا كان خالي النفس عن تقديس النص تقديساً ساذجاً وعشوائياً . هذا التقديس الذي ربما يرفع هذه المنقولات عن مستواها الحقيقي ، ويمنع - ولو جزئياً - من تقييمها تقييماً واقعياً وسليماً ، يعطيها حجمها الطبيعي في ميزان الاعتبار والواقع . وما هو المبرر لتقديس كهذا ؟ ! ما دام لم يثبت بعد أن هذا هو كلام النبي ( صلى الله عليه وآله ) أو موقفه ، أو من صفاته وشؤونه ، وما إلى ذلك . إن إعطاء هذه الصورة عن نبي الإسلام الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو القدوة