responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المصطفى من سيرة المصطفى ( ص ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 159


فضربه فشجه إلخ . . ومرة أخرى تعقب مشركان مسلمين ، خرجا للصلاة في أحد الشعاب ، فباطشاهما .
فهذه الحوادث الجزئية - على ما يظهر - قد دفعت بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى اختيار دار الأرقم ، الواقعة على الصفا ليجعلها مركزاً لدعوته ، ومحلاً لاجتماع أصحابه به ، ثم الابتعاد عن أنظار المشركين في عبادتهم وشعائرهم ، بدلاً من الخروج إلى الشعاب من أجل الصلاة . فكانت هذه الدار هي مركز حركته ونشاطاته وبقى فيها شهراً ، ولم يخرج منها حتى تكامل المسلمون أربعين رجلاً كما قيل . وقيل : أكثر . وقيل : أقل .
وحينئذٍ خرج ( صلى الله عليه وآله ) ليعلن دعوته ، وليبدأ مرحلة جديدة هي أصعب مرحلة ، وأخطرها ، وأكثر عنفاً ، وأشد بلاءً . هذا ، ولكن بعض المحققين ، يحتمل أن يكون ( صلى الله عليه وآله ) قد دخل دار الأرقم مرة أو مرات ، ولكن يد السياسة قد طورت هذا الأمر ؛ لتكون دار الأرقم في مقابل شعب أبي طالب ، بل يدعون : أنها دعيت دار الإسلام .
لكننا في المقابل لا نرى أن دار الأرقم كانت لها هذه الأهمية ، ولا هذا الدور ، ولذلك تجد ابن إسحاق وهو من نعرف - لا يشير إلى دار الأرقم لا من قريب ولا من بعيد - كما أن البلاذري يذكرها بصورة عابرة ، دون أية أهمية .
والذي يهتم بدار الأرقم ويبرزها على أنها مفصل تاريخي هو الواقدي بالدرجة الأولى . فلعل المسلمين ترددوا على هذه الدار مرات ، فعظمت السياسة ذلك وطورته ، حتى دعيت هذه الدار دار الإسلام ، للتعتيم على شعب أبي طالب حسبما تقدم ، وذلك عن منطق السياسة الذي عرفناه وألفناه غير بعيد .

159

نام کتاب : المصطفى من سيرة المصطفى ( ص ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست