ويجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل ، فإنهم ينكرون ذلك بالكلية ، وذلك حسداً من عند أنفسهم . كما يستفاد من بعض الآيات القرآنية الشريفة . وقد تحدث الله سبحانه عن صفات اليهود ، ومكرهم وغشهم ، وغير ذلك ما من شأنه تقويض الثقة بهم ، في كثير من الآيات والمواضع القرآنية . ومن جانب آخر ، فإننا نجد إصراراً أكيداً من الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) على إبعاد أصحابه عن الأخذ من أهل الكتاب ، وعن سؤالهم عن شيء من أمور الدين . فنهى ( صلى الله عليه وآله ) عن قراءة كتب أهل الكتاب . وقال لأصحابه : لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء ، فإنهم لن يهدوكم ، وقد أضلوا أنفسهم . وقد اتضح لكل أحد : أنه ( صلى الله عليه وآله ) كان يحب مخالفتهم في كثير من الأشياء ، حتى قالت اليهود : ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه . مدارس ماسكة : وقد كان من المفروض : أن يستجيب المسلمون لإرادة الله ورسوله هذه ، لا سيما ، مع التعليل والتوضيح الذي يذكره القرآن ، ونبي الإسلام لهذا المنع ، كقوله ( صلى الله عليه وآله ) : لن يهدوكم ، وقد أضلوا أنفسهم ، أو قوله : إنهم يحرفون الكلم عن مواضعه ، وغير ذلك . ولكن الأمر الذي يثير عجبنا هو أننا نجد : أن بعض مشاهير الصحابة يستمر على التعلم من أهل الكتاب . وكان بعضهم - كالخليفة الثاني عمر بن الخطاب - يقصدهم إلى مدارسهم في المدينة ، وتسمى ماسكة . وكان هو أكثر الصحابة إتياناً لهم . وزعموا أنهم يحبونه لأجل ذلك .