بأنه حليف ، والحليف لا يجير على الصميم . فدخل ( صلى الله عليه وآله ) بجوار المطعم بن عدي ، وهذا غير صحيح أيضاً . فأولاً : قد قدمنا : أنه ( صلى الله عليه وآله ) لم يكن يقبل أن يكون لمشرك عنده يد يستحق الشكر عليها . وهذه يد ولا شك . وثانياً : كيف لم يعلم النبي ( صلى الله عليه وآله ) الذي بلغ من العمر حوالي خمسين عاماً ، ويعيش بين العرب ، كيف لم يعلم طيلة هذه المدة : أنه ليس للحليف أن يجير على الصميم عندهم ؟ ! ! وأن بني عامر لا تجير على بني كعب ؟ ! وثالثاً : أليس هذا يعتبر ركوناً للظالمين ، ولغير أهل دينه ، والله تعالى يقول : * ( وَلاَ تُؤْمِنُوا إِلاَ لِمَنْ تَبِعَ دِينَكُمْ ) * . ويقول : * ( وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ ) * ؟ ورابعاً : إننا نجد عثمان بن مظعون يرد جوار الوليد بن المغيرة ، رغبة منه في مواساة أصحابه . فهل يعقل أن يكون النبي ( صلى الله عليه وآله ) أقل من ابن مظعون في ذلك ؟ ! ولا يستطيع الصبر على تحمل المشاق والأذى الذي استعدت قريش لتناله به ؟ إن ذلك لعجيب حقاً ! ! . ثم أين كان عنه الهاشميون في تلك الساعة ؟ ولماذا لا يحمون كبيرهم وسيدهم حتى يحتاج إلى جوار الآخرين ؟ ! وأين كان عنه أسد الله وأسد رسوله ، الذي فعل بأبي جهل ما فعل كما تقدمت الإشارة إليه ؟ ! . هجرات أخرى له ( صلى الله عليه وآله ) : ويقولون أيضاً : إنه بعد وفاة عمه خرج إلى بني صعصعة ، ومعه علي ؛ فلم يجيبوه ، وغاب عن مكة عشرة أيام .