حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) * . . فرمى ( صلى الله عليه وآله ) بالصحيفة ، ودعاهم وجلس معهم ، وصار دأبه هذا : أن يجلس معهم ، فإذا أراد أن يقوم قام وتركهم فأنزل الله تعالى : * ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ ) * . . فكان يجلس معهم إلى أن يقوموا عنه وفي بعض الروايات : إنهم يقصدون أبا ذر وسلمان . والصحيح هو أنهم أصروا على النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن يبعد الفقراء عنه ، حتى توسطوا لدى أبي طالب في ذلك ، وأشار عليه عمر بن الخطاب بقبول ذلك كما جاء في بعض الروايات ، فجاءت هذه الآيات في ضمن سورة الأنعام بمثابة رد عليهم ، وتفنيد لرأيهم . وليس في الآيات ما يدل على قبوله ( صلى الله عليه وآله ) بذلك ، كما تدعيه الروايات المزعومة آنفاً . ولم نتوسع في بيان وجوه الاختلاف بين الروايات ، ونقاط الضعف فيها ، والرد على هذه المزاعم . بل إن ظاهر الآية الأولى : أن طرد الذين يدعون ربهم . . قد كان عقاباً لهم على أمر صدر منهم ، وذلك بقرينة قوله تعالى فيها : * ( مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ) * . فكان الله سبحانه قد رفع التكليف عنه ( صلى الله عليه وآله ) بمؤا خذتهم ، رفقاً منه تعالى بهم ، وعطفاً عليهم . وهناك الكثير من الروايات والقصص المكذوبة ، التي تعرض لها أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، بالتفنيد بالبرهان والدليل ، وصنف فيها وبيّن زيفها علماء الإمامية رضوان الله تعالى عليهم . . في شعب أبي طالب : ولما رأت قريش عزة النبي ( صلى الله عليه وآله ) بمن معه ، وعزة أصحابه في الحبشة ، وفشوّ الإسلام في القبائل . وأن جميع جهودها في محاربة