responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المصطفى من سيرة المصطفى ( ص ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 189


الإسلام قد باءت بالفشل . حاولت أن تقوم بتجربة جديدة ، وهي الحصار الاقتصادي والاجتماعي ، ضد الهاشميين ، وأبي طالب ؛ فإما أن يرضخوا لمطالبها في تسليم محمد لها للقتل . وإما أن يتراجع محمد ( صلى الله عليه وآله ) نفسه عن دعوته ، وإما أن يموتوا جوعاً وذلاً ، مع عدم ثبوت مسؤولية محددة على أحد في ذلك ، يمكن أن تجر عليهم حرباً أهلية ، ربما لا يمكن لأحد التكهن بنتائجها ، وعواقبها السيئة . فكتبوا صحيفة تعاقدوا فيها على عدم التزوج والتزويج لبني هاشم ، وبني المطلب ، وأن لا يبيعوهم شيئاً ، ولا يبتاعوا منهم ، وأن لا يجتمعوا معهم على أمر من الأمور ، أو يسلموا لهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ليقتلوه .
وقد وقع على هذه الصحيفة أربعون رجلاً من وجوه قريش ، وختموها بخواتيمهم ، وعلقت الوثيقة في الكعبة مدة ( ويقال : إنهم خافوا عليها السرقة ؛ فنقلوها إلى بيت أم أبي جهل ) . وكان ذلك في سنة سبع من البعثة على أشهر الروايات . وقيل ست . وأمر أبو طالب بني هاشم أن يدخلوا برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الشعب - الذي عرف بشعب أبي طالب - ومعهم بنو المطلب بن عبد مناف ، باستثناء أبي لهب لعنه الله وأخزاه . واستمروا فيه إلى السنة العاشرة . ووضعت قريش عليهم الرقباء حتى لا يأتيهم أحد بالطعام . وكانوا ينفقون من أموال خديجة ، وأبي طالب ، حتى نفدت ، حتى اضطروا إلى أن يقتاتوا بورق الشجر . وكان صِبْيَتُهُم يتضاغون جوعاً ، ويسمعهم المشركون من وراء الشعب ، ويتذاكرون ذلك فيما بينهم ، فبعضهم يفرح ، وبعضهم يتذمم من ذلك . ويقولون : إنه ربما وجد فيهم من يتعاطف مع المسلمين .
ولم يكونوا يجسرون على الخروج من شعب أبي طالب إلا في موسم العمرة في رجب ، وموسم الحج في ذي الحجة ، فكانوا يشترون

189

نام کتاب : المصطفى من سيرة المصطفى ( ص ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 189
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست