responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المصطفى من سيرة المصطفى ( ص ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 167


جربنا عليك كذباً قط › . فقال : ‹ إني نذير لكم من عذاب شديد › .
فنهض أبو لهب ، وصاح به : ‹ تباً لك سائر اليوم ، ألهذا جمعت الناس ؟ › وتفرقوا عنه . فأنزل الله تعالى : * ( تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ . . ) * إلى آخر السورة .
المفاوضات الفاشلة :
قال ابن إسحاق وغيره : فلما بادي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قومه بالإسلام ، وصدع به ، كما أمره الله ، لم يبعد منه قومه ، ولم يردوا عليه - فيما بلغني - حتى ذكر آلهتهم وعابها ، فلما فعل ذلك أعظموه وناكروه ، وأجمعوا على خلافه وعداوته ، إلا من عصم الله تعالى منهم بالإسلام ، وهم قليل مستخفون . وحدب على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عمه أبو طالب ، ومنعه ، وقام دونه . ومضى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على أمر الله مظهراً لا يرده شيء .
فلما رأت قريش : أن رسول الله لا يعتبهم من شيء أنكروه عليه ، من فراقهم ، وعيب آلهتهم ، ورأوا أن عمه أبا طالب قد حدب عليه ، وقام دونه ، فلم يسلمه لهم ، حاولوا مفاوضة أبي طالب . وهذه المفاوضات - كما يرى ابن إسحاق وغيره - قد مرت بثلاث مراحل ، انتهت كلها بالفشل الذريع .
الأولى : إنه مشى رجال من أشراف قريش إلى أبي طالب . فقالوا : ‹ يا أبا طالب ، إن ابن أخيك قد سب آلهتنا ، وعاب ديننا ، وسفه أحلامنا ، وضلل آباءنا ، فإما أن تكفه عنا ، وإما أن تخلي بيننا وبينه ، فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه ، فنكفيكه › . فقال لهم أبو طالب قولاً رفيقاً ، وردهم رداً جميلاً ، فانصرفوا عنه .
الثانية : إنهم حين رأوا أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، قد استمر على ما هو عليه ، يظهر دينه ، ويدعو إليه ، حتى شرى الأمر بينه وبينهم ، وحتى تباعد

167

نام کتاب : المصطفى من سيرة المصطفى ( ص ) نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 167
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست