الجنابذي بالمضاربة . ويؤيده ما رواه المجلسي من أن أبا طالب قد ذكر له ( صلى الله عليه وآله ) اتجار الناس بأموال خديجة ، وحثه على أن يبادر إلى ذلك ، ففعل ، وسافر إلى الشام . فسافر ( صلى الله عليه وآله ) إلى الشام ، وربح في تجارته أضعاف ما كان يربحه غيره ، وظهرت له في سفره بعض الكرامات الباهرة ، فلما عادت القافلة إلى مكة أخبر ميسرة غلام خديجة ، سيدته بذلك . ثم اهتمت خديجة بالعمل على الاقتران به ( صلى الله عليه وآله ) ، كما سنرى . زواجه ( صلى الله عليه وآله ) بخديجة : ولقد كانت خديجة ( عليها السلام ) ، من خيرة نساء قريش شرفاً ، وأكثرهن مالاً ، وأحسنهن جمالاً . وكانت تدعى في الجاهلية ب ‹ الطاهرة › ، ويقال لها : سيدة قريش . وكل قومها كان حريصاً على الاقتران بها لو يقدر عليه . وقد خطبها عظماء قريش ، وبذلوا لها الأموال . وممن خطبها عقبة بن أبي معيط ، والصلت بن أبي يهاب ، وأبو جهل ، وأبو سفيان ، رفضتهم جميعاً ، واختارت النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، لما عرفته فيه من كرم الأخلاق ، وشرف النفس ، والسجايا الكريمة العالية . ونكاد نقطع - بسبب تضافر النصوص - بأنها هي التي قد أبدت أولاً رغبتها في الاقتران به ( صلى الله عليه وآله ) . فذهب أبو طالب في أهل بيته ، ونفر من قريش إلى وليها ، وهو عمها عمرو بن أسد ؛ لأن أباها كان قد قتل قبل ذلك في حرب الفجار أو قبلها . وأما أنه خطبها إلى ورقة بن نوفل ، وعمها معاً ، أو إلى ورقة وحده فمردود ، بأنه : قد ادعي الإجماع على الأول . وأما أنا فلا أدري ما أقول في ورقة هذا . وفي كل واد أثر من ثعلبة ، فهو يُحشر في كل كبيرة وصغيرة ، فيما يتعلق بالرسول الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) ، وإن ذلك ليدعوني إلى الشك