في كونه شخصية حقيقية ، أو أسطورية . ويلاحظ : أن نفس الدور الذي يعطى لأبيها تارة ، ولعمها أخرى ، يعطى لورقة بن نوفل ثالثة حتى الجمل والكلمات ، فضلاً عن المواقف والحركات . فلتراجع الروايات التي تحكي هذه القضية ، وليقارن بينها . وسيأتي إن شاء الله مزيد من الكلام حول ورقة هذا . نعود إلى القول : إن أبا طالب قد ذهب لخطبة خديجة ، وليس حمزة الذي اقتصر عليه ابن هشام في سيرته ، لأن ذلك لا ينسجم مع ما كان لأبي طالب من المكانة والسؤدد في قريش ، من جهة ، ولأن حمزة كان يكبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) بسنتين أو بأربع كما قيل من جهة أخرى . هذا بالإضافة إلى مخالفة ذلك لما يذكره عامة المؤرخين في المقام . خطبة أبي طالب ( رحمه الله ) : وعلى كل حال فقد خطبها أبو طالب له ( صلى الله عليه وآله ) قبل بعثته ( صلى الله عليه وآله ) بخمس عشرة سنة ، على المشهور . وقال في خطبته - كما يروي المؤرخون - : الحمد لرب هذا البيت ، الذي جعلنا من زرع إبراهيم ، وذرية إسماعيل ، وأنزلنا حرماً آمناً ، وجعلنا الحكام على الناس ، وبارك لنا في بلدنا الذي نحن فيه . ثم إن ابن أخي هذا - يعني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - ممن لا يوزن برجل من قريش إلا رجح به ، ولا يقاس به رجل إلا عظم عنه ، ولا عدل له في الخلق ، وإن كان مقلاً في المال ؛ فإن المال رفد جار ، وظل زائل ، وله في خديجة رغبة ، وقد جئناك لنخطبها إليك ، برضاها وأمرها ، والمهر علي في مالي الذي سألتموه عاجله وآجله . وله - ورب هذا البيت - حظ عظيم ، ودين شائع ، ورأي كامل .