يستهزئون به ، وانّما استهزأوا الذي سمّاه به ، وقد قال الله تعالى : * ( قُلْ أبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إيمَانِكُمْ ) * الآية [1] . ومنهم الحافظ سبط ابن الجوزي ، قال في التذكرة [2] معقباً على قول الحاكم وقد ذكره : والذي ذكره الحاكم صحيح ، فإنّهم يتحاشون من ذلك ، بدليل ما روى مسلم عن سعد بن أبي وقاص أنّه دخل على معاوية بن أبي سفيان فقال : ما منعك أن تسبّ أبا تراب ، الحديث [3] . ومنهم أبو رياش قال في شرحه على هاشميات الكميت [4] كما سيأتي : فجعل ذلك بنو أمية من حسدهم ذماً له رضي الله عنه . انتهى . والشواهد على ذلك كثيرة ، ويكفي أنّ بني أمية كانوا إذا غضبوا على الرجل لموالاته لعلي قالوا له : ترابي . فهذا معاوية وهو أول من سنّ السبّ لعلي بذلك قال لعبد الله الحضرمي ، وقد أرسله إلى البصرة فأوصاه بقوله : ودع عنك ربيعة فلن ينحرف عنك أحد سواهم لأنّهم كلهم ترابية [5] . وجاء في تاريخ ابن الأثير [6] في ذكر سرية أرسلها معاوية بقيادة زهير بن مكحول العامري لتغير على أطراف السماوة ، وبلغ الإمام عليّ عليه السّلام فأرسل سرية بقيادة الحلاّس بن عمير لردّ عادية الغزاة ، جاء في تلك الحادثة قول الغزاة لراعٍ هناك : أين أخذ هؤلاء الترابيون ؟
[1] - التوبة : 65 66 . [2] - تذكرة الخواص : 4 . [3] - صحيح مسلم 7 : 120 . [4] - شرح هاشميات الكميت : 36 . [5] - تاريخ ابن الأثير 3 : 165 . [6] - المصدر نفسه 3 : 165 .