وجاء في حديث الحجاج مع الحسن البصري ، وقد سكت عن الخوض في سب الإمام : ترابي عراقي [1] . ويكفي في شيوع ذلك اللقب على الشيعة ما جاء في مختصر فتح رب الأرباب بما أهمل في لب الألباب من واجب الأنساب [2] : ( الترابي ) إلى أبي تراب كنية أمير المؤمنين كرّم الله وجهه وهو في أيام بني أمية من يميل إلى أبي تراب المذكور ، وعلى ذلك جاء قول الكميت بن زيد الأسدي [3] : وقالوا ترابيّ هواه ورأيه * بذلك أدعى فيهم وألقّب على ذلك أجرياي فيكم ضريبتي * ولو أجمعوا طُراً عليّ وأجلبوا نعود فنقول : إذا عرفنا جميع ذلك فهل يبقى مجال لمجرد التوهم فضلاً عن الظن واليقين أن علياً أحبّ أن يكتني بأبي حرب ، وهو الذي كانت كنيته أبا تراب ، وكنّاه بها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وكانت أحبّ كناه إليه ؟ يا ترى ما الذي حدث لأن يحب ثانياً غير حبه الأول ؟ وهل أبقى الحب الأول مكاناً ليحب ثانياً أن يكتني بأبي حرب ؟ نعم ، اللهمّ إلاّ أن يطرأ طارئ فيزيل الحب الأول عن مكانه ، وهذا لم يحدث أبداً ، إذن ما الذي حدث حتى ذكروا أنّه أحب حرباً وأحب أن يكتني بأبي حرب ؟ إنّ كل ما حدث هو أنّ الحكام الأمويين اتخذوا بطانة سوء ، تضع لهم ما يشاؤون من أحاديث بحسب أهوائهم ، فكان حديث حبّ الاكتناء بأبي حرب من بعض تلك المفتريات .