ولما أراد الهجرة إلى المدينة استخلفه بمكانه في بيته بمكة المكرمة ، وأمره أن ينام في فراشه ويتغطى ببرده ، ولم يأمر غيره بردّ الودائع إلى أهلها ثم اللحاق به مع عائلته ، وهذا كان إعداداً عملياً علمته قريش ، فكادت تقضي على علي عليه السّلام لولا دفع الله تعالى عنه [1] . وبقي صلّى الله عليه وآله وسلّم يعلن في المدينة المنورة في شتى المناسبات والمواقف عن أن علياً وزيره وخليفته في أمته ، ففي حديث عن ابن عمر مرفوعاً قال صلّى الله عليه وآله وسلّم : « ألا أرضيك يا علي ؟ أنت أخي ووزيري ، وتقضي ديني ، وتنجز بوعدي ، وتبرئ ذمتي » [2] . وفي حديث آخر عن أنس مرفوعاً بلفظ : « إنّ أخي ووزيري وخليفتي في أهل بيتي ، وخير من تركت بعدي ، يقضي ديني ، وينجز موعدي ، علي بن أبي طالب عليه السّلام » [3] . وأصرح من ذلك ما أخرجه الحمويني مسنداً عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم قال : « من أحب أن يستمسك بديني ، ويركب سفينة النجاة بعدي ، فليقتد بعليّ بن أبي طالب ، وليعاد عدوّه ، وليوال وليه ، فإنّه وصيي وخليفتي على أمتي في حياتي وبعد وفاتي ، وهو إمام كل مسلم ، وأمير كل مؤمن بعدي ، قوله قولي ، وأمره أمري ، ونهيه نهيي ، وتابعه تابعي ، وناصره ناصري ، وخاذله خاذلي » ثم قال صلّى الله عليه وآله وسلّم : « من فارق علياً بعدي لم يرني ولم أره يوم القيامة ، ومن خالف علياً حرّم الله عليه الجنة ، وجعل مأواه النار ، ومن خذل علياً خذله الله يوم يعرض
[1] - راجع كتاب ( علي إمام البررة ) 3 : 280 293 . [2] - نفس المصدر 1 : 105 تجده نقلاً عن مجمع الزوائد 9 : 121 نقلاً عن الطبراني ، وأيضاً في كنز العمّال 12 : 209 ومنتخب الكنز بهامش مسند أحمد 5 : 32 . [3] - نفس المصدر 1 : 106 ، نقلاً عن إصابة ابن حجر 1 ق 1 : 217 ، وتاريخ ابن عساكر ترجمة الإمام علي 1 : 115 116 ، بثلاثة أسانيد .