وقد روى الخبر أيضاً أبو عمر في الاستيعاب [1] ، وفي لفظ أبي نعيم في الحلية [2] قالت عائشة : ما رأيت أحداً قط أصدق من فاطمة غير أبيها . فهي في دعواها صادقة ، ولم يكن أبو بكر أصدق منها في زعمه سماعه الحديث ( إنا لا نورث ) شهادة ابنته عائشة كما مرّ ، ومع هذا يقول ابن كثير أنّها متوهمة ، وهي امرأة من البشر ليست بواجبة العصمة ! ! ولنا أن نسأل منه ما رأيه في روايات البخاري في صحيحه التي تثبت غضبها على أبي بكر ، وليس كما يقول هو فحصل لها . . . عتب وتغضب ، بل حصل غضب وشديد أيضاً فلنقرأ : ففي صحيح البخاري [3] أنّ فاطمة عليها السّلام ابنة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سألت أبا بكر . . . أن يقسم لها ميراثها . . . فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فهجرت أبا بكر ، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت ، والحديث عن عائشة . وفيه أيضاً [4] . . . فوجدت فاطمة على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلّمه حتى توفيت . . . والحديث عن عائشة ، وفيه أيضاً [5] . . . فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت . . . والحديث عن عائشة . وهذا ما رواه مسلم [6] ، ورواه أحمد في مسنده [7] ، ورواه البيهقي في سننه [8] . وروى الترمذي في صحيحه في باب ما جاء في تركة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّ فاطمة قالت لأبي بكر وعمر : والله لا اُكلمكما أبداً ، فماتت ولا تكلّمهما .
[1] - الاستيعاب 2 : 751 . [2] - حلية الأولياء 2 : 41 . [3] - صحيح البخاري 4 : 79 ، كتاب الخمس . [4] - المصدر نفسه 5 : 139 ، باب غزوة خيبر . [5] - المصدر نفسه 8 : 149 ، كتاب الفرائض . [6] - صحيح مسلم 5 : 153 ، كتاب الجهاد . [7] - مسند أحمد 1 : 9 . [8] - سنن البيهقي 6 : 300 .