وقوله العاشر : « يا بنية أما ترضين أنك سيدة نساء العالمين ؟ قالت : يا أبت فأين مريم ابنة عمران ؟ قال : تلك سيدة نساء عالمها وأنتِ سيدة نساء عالمكِ ، أما والله زوجتك سيداً في الدنيا والآخرة ولا يبغضه إلا منافق » أخرجه أبو نعيم في الحلية ، والطحاوي في مشكل الآثار ، والمحب الطبري في ذخائر العقبى [1] ، وغيرهم . وقوله الحادي عشر : « إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ : يا معشر الخلائق طأطئوا رؤوسكم حتى تجوز فاطمة بنت محمد صلّى الله عليه وسلّم » ، أخرجه الخطيب في تاريخه ، والمحب الطبري في ذخائر العقبى وقال : خرّجه ابن بشران عن عائشة [2] . هذه إحدى عشرة رواية كاملة صريحة العبارة واضحة الدلالة على فضل فاطمة الزهراء عليها السّلام ، وانّها صديقة معصومة ، وهي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ، ومع هذا كلّه فيأبى ابن كثير الشامي أن يقرّ لها بالعصمة ، بل وتجاوز الحد في نصبه فقال : « وهي امرأة من البشر ليست بواجبة العصمة » . وما أدري كيف يثبتون العصمة لغيرها مع سوء التصرف مع إمام الحق في زمانها ، ولا أقل من قبول شهادة عائشة وهي أم المؤمنين بأنّ فاطمة عليها السّلام أصدق الناس حديثاً ما عدا والدها ، فقد أخرج الحاكم في المستدرك [3] ، بسنده عن عائشة أنّها كانت إذا ذكرت فاطمة ( سلام الله عليها ) بنت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم قالت : ما رأيت أحداً كان أصدق لهجة منها إلا أن يكون الذي ولدها . وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم .