والزبير بن العوام ، والدليل على ذلك ما رواه البيهقي حيث قال : أنبأنا أبو الحسين علي بن محمد بن علي الحافظ الأسفراييني ، ثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، ثنا أبو بكر بن خزيمة [1] وإبراهيم بن أبي طالب قالا : ثنا بندار بن بشار [2] ، ثنا أبو هشام المخزومي ، ثنا وهيب ، ثنا داود بن أبي هند ، ثنا أبو نضرة [3] ، عن أبي سعيد الخدري قال : قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم واجتمع الناس في دار سعد بن عبادة ، وفيهم أبو بكر وعمر ، قال : فقام خطيب الأنصار فقال : أتعلمون أنّا أنصار رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فنحن أنصار خليفته كما كنّا أنصاره ، قال : فقام عمر بن الخطاب فقال : صدق قائلكم ولو قلتم غير هذا لم نبايعكم ، فأخذ بيد أبي بكر وقال : هذا صاحبكم فبايعوه ، فبايعه عمر ، وبايعه المهاجرون والأنصار ، وقال : فصعد أبو بكر المنبر فنظر في وجوه القوم فلم ير الزبير ، قال : فدعا الزبير فجاء ، قال : قلتَ : ابن عمة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أردتَ أن تشقّ عصا المسلمين ، قال : لا تثريب يا خليفة رسول الله ، فقام فبايعه . ثم نظر في وجوه القوم فلم ير علياً ، فدعا بعلي بن أبي طالب قال : قلت ابن عم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وختنه على ابنته ، أردت أن تشق عصا المسلمين ، قال : لا تثريب يا خليفة رسول الله فبايعه ، هذا أو معناه .
[1] - هو أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ( ت 311 ه ) من كبار حفّاظ الحديث ، وقد أثنى عليه الذهبي في تذكرة الحفاظ كثيراً ، وساق في ترجمته بعض معتقده في مسائل ، منها قوله : . . . وانّه تعالى ينزل إلى سماء الدنيا ، ومن زعم أنّ علمه ينزل أو أمره ضلّ ، ويكلّم عباده بلا كيف ، الرحمن على العرش استوى بلا كيف ، لا كما قالت الجهمية أنه استولى . . . . [2] - في المصادر : يسار ، والصحيح بشار ، وهو محمد بن بشار العبدي البصري النساج ، كان عالماً بحديث البصرة . . . قال العجلي : ثقة كثير الحديث حائك ، توفي سنة 252 ه ، قال الذهبي في تذكرة الحفاظ 1 : 511 : ولا عبرة بقول من ضعفه . [3] - في المصدر : أبو نصرة ، والصحيح هو أبو نضرة ، وهو المنذر بن مالك بن قطعة العوفي البصري .