قال الحافظ أبو علي النيسابوري : سمعت أبي خزيمة يقول : جاءني مسلم بن الحجاج فسألني عن هذا الحديث ، فكتبته له في رقعة وقرأت عليه ، فقال : هذا حديث يساوي بدنة ، فقلت : يسوى بدنة ؟ بل هذا يسوي بدرة . ثم قال ابن كثير : وقد رواه الإمام أحمد عن الثقة عن وهيب مختصراً ، وأخرجه الحاكم في مستدركه من طريق عفان بن مسلم عن وهيب مطولاً كنحو ما تقدم ، وروينا من طريق المحاملي عن القاسم بن سعيد بن المسيب ، عن علي بن عاصم ، عن الجريري [1] ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد ، فذكره مثله في مبايعة علي والزبير يومئذٍ . انتهى . إلقاء نظرة على حديث البُدرة : إنّ النص المتقدم الذي اهتم به ابن كثير كثيراً ، وساقه بإسناد الحافظ ابن خزيمة ، وابن خزيمة كما في ترجمته كان من أسلاف السلفية القائلين بالتجسيم ، ونقل عنه أنه قرأ الحديث على مسلم ، فرأى مسلم في سوقه انّه يسوى بدنة وهي الناقة ، وزاد الأزهري أو بعير ذكر ، كما في المصباح المنير ولم يقنع ابن خزيمة بذلك التقويم حتى قال : بل يسوى بدرة والبدرة كيس ألف أو عشرة آلاف درهم ، أو سبعة آلاف دينار كما في القاموس . وقد ساق ابن كثير عدة أسماء من أئمة الحديث كأحمد بن حنبل ، والحاكم ، والمحاملي ممن رووا ذلك النص متهالكاً في إثباته ، مع أنّ القارئ الفطن يدرك
[1] - في المصدر : الحريري ، والصحيح الجريري وهو سعيد بن أياس البصري ، قال أحمد : هو محدث أهل البصرة ، وقال أبو حاتم : تغيّر حفظه قبل موته ، قال أحمد بن حنبل : سألت ابن علية : أكان الجريري اختلط ؟ فقال : لا ، كبر الشيخ فرقّ ، وأما ابن عدي فقال : لا نكذب الله ، سمعنا من الجريري وهو مختلط ( ت 144 ه ) .