يا أبا بكر ابسط يدك أبايعك ؟ فهذا اعتراف خطير من عمر في شرعية بيعة أبي بكر ، وإنّها لم تكن باجماع بل ولا باختيار ، أليس كذلك ؟ وقوله : ونزونا على سعد أي تواثبنا لماذا المواثبة ، وقد تمت المغالبة ؟ هل كان ذلك لقتله ، وربما دل عليه قول القائل قتلتم سعداً ، وجواب عمر : قتل الله سعداً . النص الرابع : وروى عبد الرزاق في المصنف [1] ، عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس قال : قال عمر : أعقل عنّي ثلاثاً : الإمارة شورى ، وفي فداء العرب مكان كل عبد عبد ، وفي ابن الأمة عبدان ، وكتم ابن طاووس الثالثة . فماذا كانت الثالثة ؟ وهل هي على نحو وصية رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الثالثة ، كما في حديث الكتف والدواة ؟ [2] . ربما كانت كذلك ، فتلك كانت وصيته بأهل بيته ، إلاّ أنّ بعض الرواة كتمها تناسياً وليس نسياناً ، ولكن هاهنا كتمها ابن طاووس عمداً ، لماذا ؟ فهل خشي على نفسه من بطش الأمويين ؟ كيف وهو على خاتم سليمان بن عبد الملك : وكان كثير الحمل على أهل البيت عليهم السّلام [3] . النص الخامس : وروى عبد الرزاق [4] ، عن معمر ، عن أيوب ، عن عكرمة قال : لمّا بويع لأبي بكر تخلّف علي في بيته ، فلقيه عمر فقال : تخلّفت عن بيعة أبي بكر ؟ ! فقال : إنّي آليت بيمين حين قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ألاّ أرتدي برداء إلاّ إلى الصلاة المكتوبة حتى أجمع القرآن ، فإنّي خشيت أن يتفلت القرآن ، ثم خرج فبايعه .
[1] - المصنف 5 : 446 . [2] - راجع بشأنها موسوعة ( عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن ) الحلقة الأولى 1 : 227 229 . [3] - تهذيب التهذيب 5 : 268 . [4] - المصنف 5 : 450 .