ثم قال أبو بكر : ولن تعرف العرب هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش ، فهم أوسط العرب داراً ونسباً ، وإنّي قد رضيت لكم هذين الرجلين فبايعوا أيّهما شئتم . . . فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح . . . . قام رجل من الأنصار فقال : أنا جُذيلها المحكك وعذيقها المرجّب ، منّا أمير ومنكم أمير ، يا معشر قريش ، فقال عمر بن الخطاب : لا يصلح سيفان في غمدٍ واحد ؟ ولكن منّا الأمراء ومنكم الوزراء . . . . فارتفعت الأصوات بيننا ، وكثر اللغط حتى أشفقت الاختلاف ، فقلت : يا أبا بكر ابسط يدك أبايعك ، فبسط يده فبايعته فبايعه المهاجرون وبايعه الأنصار ، ونزونا على سعد حتى قال قائل : قتلتم سعداً ، قلت : قتل الله سعداً . . . فلا يغرنّ امرأ أن يقول انّ بيعة أبي بكر كانت فلتة ، فقد كانت كذلك غير أنّ الله وقى شرّها . . . . وهذا الخبر أخرجه البخاري في صحيحه في باب رجم الحبلى ، وأحمد في المسند ، وفيه عدّة مواقع للنظر وكلها عليها علامات استفهام ، لماذا الطعن في كتاب الله المقروء والموجود فعلاً ، وليس فيه ما زعمه عمر بقوله : فكان مما أنزل الله عليه على النبي آية الرجم ؟ فأين هي اليوم في القرآن ؟ ، وأيضاً قوله : قد كنّا نقرأ ( ولا ترغبوا . . . ) فأين هي الآن في القرآن ؟ بماذا يجيب البخاريون عن رواية بخاريّهم . وقوله : وإنّ علياً والزبير ومن معه تخلفوا عنه في بيت فاطمة ، عمّن تخلفوا ؟ ولماذا تخلّفوا ؟ وقوله : وتخلفت عنّا الأنصار بأسرها ، لماذا تخلفوا ؟ وعن أيّ شيء تخلفوا ؟ وقوله : واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر ، فمن هم أولئك ؟ وما هي أسماؤهم ؟ ولم نجد التصريح بهم إلاّ ما جاء من تسمية أبي بكر أبا عبيدة بن الجراح ، فتبيّن أنّهما المهاجرون ، فجمعهم على طريقة المناطقة وهو أقلّ الجمع ! ! وقوله : فارتفعت الأصوات بيننا وكثر اللغط حتى أشفقت الاختلاف ، فقلت :