يلزمنا بالوقوف عنده ، وذلك حين نقرأ ما أخرجه كل من الطبراني ، وأبو نعيم ، وابن مندة ، وابن عساكر وغيرهم ، وأخرجه عنهم الهيثمي في مجمع الزوائد [1] ، كما رواه السيوطي في الجامع الكبير ، وعنه المتقي الهندي في كنز العمّال [2] ، ورواه الزرقاني في شرح المواهب [3] ، وإليك لفظ الحديث بلفظ مجمع الزوائد عن أبي رافع قال : جاءت فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بحسن وحسين إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في مرضه الذي قبض فيه ، فقالت : هذان ابناك فورثهما شيئاً ، فقال لها : أما حسن فله ثباتي وسؤددي ، وأما حسين فإنّ له حزامتي وجودي . وبتفاوت يسير في اللفظ في المصادر الأخرى ، وقد رواه من الشيعة أيضاً الطبري الإمامي في دلائل الإمامة [4] وغيره . والذي يسترعي الانتباه أنّها لم تذكر المحسن مع أخويه ، فهو لا يخلو حاله إما أن يكون بعدُ لم يولد وهو كذلك لما سيأتي وإما أن يكون قد ولد ومات صغيراً ، كما ذكره من زعمه ممن قد مرّ ذكرهم في الفصل الثاني ، فلذلك لم تذكره أمّه باعتباره سالبة بانتفاء الموضوع ، غير أنّ أولئك الذين ذكروا موته صغيراً ، لم يذكروا لنا عن عمره وزمان وسبب موته ولا شيئاً عن دفنه ، وهذا منهم على غير عادتهم حين يذكرون موت أبناء الذوات ، فضلاً عن أبناء النبي صلّى الله عليه وسلّم وأسباطه ، فقد ذكروا شيئاً من ذلك في موت إبراهيم ابن النبي صلّى الله عليه وسلّم ، وذكروا عن موت عبد الله بن رقية بنت النبي صلّى الله عليه وسلّم ، ومرت الإشارة إلى بعض من ذلك .