وهذا الكلام يخالف عقيدة الشيعة ، لأنهم يعرفون أن هناك أسراراً كثيرة كشفت عنها النصوص ، فإنها قد دلت على أنهم أنوار في الأصلاب الشامخة ، ودلت على أن الحسين كان يرتضع من إبهام جده الرسول . . ودلت على أنهم بمجرد ولادتهم يتشهدون الشهادتين . ودلت على كونهم مباركين منذ ولادتهم * ( وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ ) * . وذلك كله ينكره السيد فضل الله لأنه لم ينكشف له من خلال البعد الظاهري الذي يكشف عن العمق الداخلي من خلال الوسائل العادية التي يملكها الناس في » معرفة العمق من مظاهر حركة السطح » . خامساً : هل هذه الأشياء التي أشرنا إليها آنفاً ، ومثلها كثير . . هل هي من الواضحات للناس ؟ أم أنها من الأمور الغائمة ؟ فإذا كانت من الواضحات فليفسرها لنا وليبين لنا حقيقتها وكنهها . وكيف يكون النبي والولي نوراً في الأصلاب الشامخة ، وكيف . . وكيف . . وكيف . . وإن كان من الأمور الغائمة ، فلماذا بينها لنا أهل بيت العصمة والطهارة صلوات الله عليهم . سادساً : أما الاستشهاد بكلام المفيد ، فقد عرفت أنه لا يجدي ، إذ شتان ما بين الكلامين ، فإن جميع ما ذكرناه لم يقله الشيخ المفيد ، ولم ينكره ، لكن السيد فضل الله قد أنكره كله ، ولكن بطريقة ذكية . فالسيد فضل الله لا بد له أن ينكر أن يكون الأئمة أمثلة في