نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 869
المدينة أن تتزعزع من صراخهن ، وهن يقلن : يا سيدتاه ، يا بنت رسول الله ، وأقبل الناس مثل عرف الفرس إلى علي ( عليه السلام ) وهو جالس والحسن والحسين بين يديه يبكيان ، فبكى الناس لبكائهما ، وخرجت أم كلثوم وعليها برقعة وتجر ذيلها متجللة برداء عليها تسبيحها وهي تقول : يا أبتاه يا رسول الله الآن حقا فقدناك فقدا لا لقاء بعده أبدا . واجتمع الناس فجلسوا وهم يضجون وينتظرون أن تخرج الجنازة فيصلون عليها ، فخرج أبو ذر فقال : انصرفوا فإن ابنة رسول الله قد اخر إخراجها في هذه العشية ، فقام الناس وانصرفوا . فلما أن هدأت العيون ومضى من الليل أخرجها علي والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، وعمار ، والمقداد ، وعقيل ، والزبير ، وأبو ذر ، وسلمان ، وبريدة ونفر من بني هاشم وخواصه صلوا عليها ودفنوها في جوف الليل ، وسوى علي حواليها قبورا مزورة مقدار سبعة حتى لا يعرف قبرها ( عليها السلام ) ، وقال بعضهم من الخواص : قبرها سوي مع الأرض مستويا فمسح مسحا سواء مع الأرض حتى لا يعرف موضعه [1] . وفي كتاب سليم بن قيس الهلالي عن ابن عباس انه لما توفي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلم يوضع في حفرته حتى نكث الناس وارتدوا وأجمعوا على الخلاف ، واشتغل علي ( عليه السلام ) برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى فرغ من غسله وتكفينه وتحنيطه ووضعه في حفرته ، ثم أقبل على تأليف القرآن وشغل عنهم بوصية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فقال عمر لأبي بكر : يا هذا إن الناس أجمعين قد بايعوك ما خلا هذا الرجل وأهل بيته فابعث إليه ، فبعث إليه ابن عم لعمر يقال له قنفذ ، فقال له : يا قنفذ إنطلق إلى علي فقل له : أجب خليفة رسول الله ، فبعثا مرارا فأبى علي أن يأتيهم ، فوثب