responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 868


أوصيك بأشياء في قلبي ، قال لها علي ( عليه السلام ) : أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله .
فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت ، ثم قالت : يا ابن عم ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتني ، فقال علي ( عليه السلام ) : معاذ الله ، أنت أعلم بالله وأبر وأتقى وأكرم وأشد خوفا من الله أن أوبخك بمخالفتي ، قد عز علي مفارقتك وتفقدك إلا أنه أمر لابد منه ، والله جددت علي مصيبة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وقد عظمت وفاتك وفقدك ، فإنا لله وإنا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وآلمها وأمضها وأحزنها ، هذه والله مصيبة لا عزاء لها ، ورزية لا خلف لها .
ثم بكيا جميعا ساعة ، وأخذ علي ( عليه السلام ) رأسها وضمها إلى صدره ، ثم قال : أوصيني بما شئت فإنك تجديني فيها أمضى كما أمرتني به ، وأختار أمرك على أمري .
ثم قالت : جزاك الله عني خير الجزاء يا ابن عم رسول الله ، أوصيك أولا أن تتزوج بعدي بابنة إمامة ، فإنها تكون لولدي مثلي فإن الرجال لابد لهم من النساء - قال : فمن أجل ذلك قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أربع ليس لي إلى فراقه سبيل : بنت إمامة أوصتني بها فاطمة بنت محمد ( صلى الله عليه وآله ) . . . - ، ثم قالت : أوصيك يا ابن عم أن تتخذ لي نعشا فقد رأيت الملائكة صوروا صورته ، فقال لها : صفيه لي ، فوصفته فاتخذه لها ، فأول نعش عمل على وجه الأرض ذاك وما رأى أحد قبله ولا عمل أحد .
ثم قالت : أوصيك أن لا يشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني وأخذوا حقي فإنهم عدوي وعدو رسول الله ، ولا تترك أن يصلي علي أحد منهم ولا من أتباعهم ، وادفني في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار .
ثم توفيت صلى الله عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها ، فصاحت أهل المدينة صيحة واحدة ، واجتمعت نساء بني هاشم في دارها فصرخوا صرخة واحدة كادت

868

نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 868
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست