responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 859


عن عاتقه ، والعمامة عن رأسه ، وحل أزراره ، وأقبل حتى أخذ رأسها وتركه في حجره ، وناداها : يا زهراء فلم تكلمه ، فناداها : يا بنت محمد المصطفى فلم تكلمه ، فناداها : يا بنت من حمل الزكاة في طرف ردائه وبذلها على الفقراء فلم تكلمه ، فناداها : يا بنت من صلى بالملائكة في السماء مثنى مثنى فلم تكلمه ، فناداها : يا فاطمة كلميني فأنا ابن عمك علي بن أبي طالب .
قال : ففتحت عينيها في وجهه ونظرت إليه وبكت وبكى وقال : ما الذي تجدينه فأنا ابن عمك علي بن أبي طالب ؟ فقالت : يا ابن العم اني أجد الموت الذي لابد منه ولا محيص عنه ، وأنا أعلم انك بعدي لا تصبر على قلة التزويج ، فإن أنت تزوجت امرأة اجعل لها يوما وليلة واجعل لأولادي يوما وليلة ، يا أبا الحسن ولا تصح في وجوههما فيصبحان يتيمين غريبين منكسرين ، فإنهما بالأمس فقدا جدهما واليوم يفقدان أمهما ، فالويل لامة تقتلهما وتبغضهما ، ثم أنشأت تقول :
ابكني إن بكيت يا خير هادي * واسبل الدمع فهو يوم الفراق يا قرين البتول أوصيك بالنسل * فقد أصبحا حليف اشتياق ابكني وابك لليتامى ولا تنس * قتيل العدى بطف العراق فارقوني فأصبحوا يتامى حيارى * يخلف الله فهو يوم الفراق قالت : فقال لها علي ( عليه السلام ) : من أين لك يا بنت رسول الله هذا الخبر ، والوحي قد انقطع عنا ؟ فقالت : يا أبا الحسن رقدت الساعة فرأيت حبيبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في قصر من الدر الأبيض ، فلما رآني قال : هلمي إلي يا بنية فإني إليك مشتاق ، فقلت : والله اني لأشد شوقا منك إلى لقائك ، فقال : أنت الليلة عندي ، وهو الصادق لما وعد والموفي لما عاهد ، فإذا أنت قرأت يس فاعلم اني قد قضيت نحبي فغسلني ولا تكشف عني فإني طاهرة مطهرة ، وليصل علي معك من أهلي الأدنى فالأدنى ، ومن رزق أجري ، وادفني ليلا في قبري ، بهذا أخبرني حبيبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
فقال علي ( عليه السلام ) : والله لقد أخذت في أمرها ، وغسلتها في قميصها ولم

859

نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 859
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست