responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 858


يا إلهي عجل وفاتي سريعا * فلقد تنغصت الحياة يا مولائي قال : ثم رجعت إلى منزلها وأخذت بالبكاء والعويل ليلها ونهارها ، وهي لا ترقأ دمعتها ، ولا تهدأ زفرتها ، واجتمع شيوخ أهل المدينة وأقبلوا إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقالوا له : يا أبا الحسن إن فاطمة تبكي الليل والنهار ، فلا أحد منا يتهنأ بالنوم في الليل على فرشنا ، ولا بالنهار لنا قرار على أشغالنا وطلب معايشنا ، وإنا نخبرك أن تسألها إما تبكي ليلا أو نهارا ، فقال ( عليه السلام ) : حبا وكرامة .
فأقبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) حتى دخل على فاطمة ( عليها السلام ) وهي لا تفيق من البكاء ولا ينفع فيها العزاء ، فلما رأته سكنت هنيئة له ، فقال لها : يا بنت رسول الله إن شيوخ مدينة يسألونني أن أسألك إما أن تبكين أباك ليلا وإما نهارا ، فقالت : يا أبا الحسن ما أقل مكثي بينهم ، وما أقرب مغيبي من بين أظهرهم ، فوالله لا أسكت ليلا ولا نهارا أو ألحق بأبي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال لها علي ( عليه السلام ) : إفعلي يا بنت رسول الله ما بدا لك .
ثم انه ( عليه السلام ) بنى لها بيتا في البقيع نازحا عن المدينة يسمى بيت الأحزان ، وكانت إذا أصبحت قدمت الحسن والحسين ( عليهما السلام ) أمامها وخرجت إلى البقيع باكية ، فلا تزال بين القبور باكية فإذا جاء الليل أقبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إليها وساقها بين يديه إلى منزلها .
ولم تزل على ذلك إلى أن مضى لها بعد موت أبيها سبعة وعشرون يوما ، واعتلت العلة التي توفيت فيها فبقيت إلى يوم الأربعين ، وقد صلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) صلاة الظهر وأقبل يريد المنزل إذ استقبلته الجواري باكيات حزينات ، فقال ( عليه السلام ) لهن : ما الخبر ومالي أراكن متغيرات الوجوه والصور ؟ فقالوا : يا أمير المؤمنين أدرك ابنة ابن عمك الزهراء ، وما نظنك تدركها .
فأقبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مسرعا حتى دخل عليها ، وإذا بها ملقاة على فراشها ، وهو من قباطي مصر ، وهي تقبض يمينا وتمد شمالا ، فألقى الرداء

858

نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري    جلد : 1  صفحه : 858
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست