نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 857
والمساكين ، ومن للأمة إلى يوم الدين ؟ ! يا أبتاه أمسينا بعدك من المستضعفين ، يا أبتاه أصبحت الناس عنا معرضين ، ولقد كنا بك معظمين في الناس غير مستضعفين . فأي دمعة لفراقك لا تنهمل ، وأي حزن بعدك عليك لا يتصل ، وأي جفن بعدك بالنوم يكتحل ، وأنت ربيع الدين ونور النبيين ، فكيف للجبال لا تمور ، وللبحار بعدك لا تفور ، والأرض كيف لم تتزلزل ، رميت يا أبتاه بالخطب الجليل ، ولم تكن الرزية بالقليل ، وطرقت يا أبتاه بالمصاب العظيم وبالفادح المهول . بكتك يا أبتاه الأملاك ، ووقفت الأفلاك ، فمنبرك بعدك مستوحش ، ومحرابك خال من مناجاتك ، وقبرك فرح بمواراتك ، والجنة مشتاقة إليك وإلى دعائك وصلاتك ، يا أبتاه ما أعظم ظلمة مجالسك ، فوا أسفاه عليك إلى أن أقدم عاجلا عليك ، وا ثكل أبو الحسن المؤتمن أبو ولديك الحسن والحسين ، وأخوك ووليك وحبيبك ، ومن ربيته صغيرا وواخيته كبيرا ، وأحلى [1] أحبابك وأصحابك إليك من كان منهم سابقا ومهاجرا وناصرا ، والثكل شاملنا ، والبكاء قاتلنا ، والأسى لازمنا ، ثم زفرت زفرة وأنت أنة كادت روحها أن تخرج ، ثم قالت : قل صبري وبان عني عزائي * بعد فقدي لخاتم الأنبياء عين يا عين اسكبي الدمع سحا * ويك لا تبخلي بفيض الدماء يا رسول الإله يا خيرة الله * وكهف الأيتام والضعفاء قد بكتك الجبال والوحش جمعا * والطير والأرض بعد بكى السماء وبكاك الحجون والركن والمشعر * يا سيدي مع البطحاء وبكاك المحراب والدرس * للقرآن في الصبح معلنا والمساء وبكاك الإسلام إذ صار في الناس * غريبا من سائر الغرباء لو ترى المنبر الذي كنت * تعلوه علاه الظلام بعد الضياء