نام کتاب : اللمعة البيضاء نویسنده : التبريزي الأنصاري جلد : 1 صفحه : 848
المسجد إلى بيتها ، وهي على القوم واجدة ساخطة ، مستمرة على غضبها ، باكية من فراق أبيها ومن خذلان القوم لها ، مع بيان حالات مرضها وموتها ودفنها وتظلمها يوم القيامة في قبال عرش ربها ، ونكتفي في ذلك كله بذكر جملة من الأخبار والروايات الواردة في بيان تلك الحالات . روى الفاضل المجلسي ( رحمه الله ) في بحار الأنوار عن محمد بن سهيل البحراني ، عن الصادق ( عليه السلام ) انه قال : البكاؤون خمسة : آدم ، ويعقوب ، ويوسف ، وفاطمة بنت محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وعلي بن الحسين ( عليه السلام ) . فأما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الأودية ، وأما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره ، وحتى قيل له : ( تالله تفتؤ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين ) [1] ، وأما يوسف فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن فقالوا له : اما أن تبكي بالليل وتسكت بالنهار ، واما أن تبكي بالنهار وتسكت بالليل ، فصالحهم على واحدة منهما . وأما فاطمة ( عليها السلام ) فبكت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى تأذى به أهل المدينة ، فقالوا لها : قد آذيتنا بكثرة بكائك ، فكانت تخرج إلى المقابر مقابر الشهداء فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف . وأما علي بن الحسين ( عليه السلام ) فبكى على الحسين عشرين سنة أو أربعين سنة ، وما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قال له مولى له : جعلت فداك يا ابن رسول الله اني أخاف عليك أن تكون من الهالكين ، قال : إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله مالا تعلمون ، إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة [2] . وعن أم سلمة انها دخلت على فاطمة ( عليها السلام ) فقالت لها : كيف أصبحت